كيفية التقرب إلى الله والبعد عن المعاصي

كتابة: نهى محمد - آخر تحديث: 15 فبراير 2024
كيفية التقرب إلى الله والبعد عن المعاصي

التقرب الى الله سبحانه وتعالى هذا ما نتحدث عنة في هذة المقالة وكيفية الابتعاد عن المعاصي والشهوات وسوف نتعرف ايضا عن شروط التوبة النصوحة .

كيفية الابتعاد عن المعاصي

إذا أراد المسلم الكفَّ عن معصيةٍ دام عليها طويلاً، وعزم على ذلك، فإنّ الله سبحانه وتعالى سيوفّقه لذلك إن كانت نِيّته خالصةً لوجه الله، وكذلك من أراد الابتعاد عن المعاصي قبل الخوض فيها، فإنّ ذلك من خير الأعمال وأفضلها

قال تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)، ومن يسعى لذلك ويقصده فلن يجدَه سهلاً يسيراً، بل هو من أصعب ما يمرُّ على العبد؛ لأنّه يحارب شهواتِ نفسه وملذّاتِ الدّنيا، في حين يسعى الشّيطان لإغوائِه بشتّى الوسائل والطُّرق، وحتّى يصبر على ذلك فلا بدّ له من الاستعانة ببعض الأمور، ومنها:

الاستعانة بالله عزَّ وجلّ، والتّوكل عليه، والتضرّع إليه بأن ينزع من قلبه حبّ الشّهوات والمعاصي والملذّات، قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

 

سؤال الله سبحانه وتعالى أن يثبّته على الإسلام؛ فإنّ قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه تعالى، يقلّبهما كيفما شاء، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما مِن قلبٍ إلَّا بَيْنَ إصبَعَيْنِ مِن أصابعِ الرَّحمنِ إنْ شاء أقامه وإنْ شاء أزاغه)، قال: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قلوبَنا على دِينِكَ)، وقال: (والميزانُ بيدِ الرَّحمنِ يرفَعُ قومًا ويخفِضُ آخَرينَ إلى يومِ القيامةِ).

 

المُداومة على الفرائض والمأمورات، وخاصّةً الصّلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة؛ فإنّها تمنع من الوقوع فيما لا يرضي الله؛ حيث قال سبحانه وتعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).

 

استحضار ضرر المعصية وسوء عاقبتها في الدّين والدّنيا والآخرة؛ فذلك يجعل العبد أشدَّ تمسُّكاً بالطّاعة، وأكثر بُعداً عن المعاصي، يقول ابن القيّم: (وإن كنت على شكٍّ، فراجعْ آياتِ الربّ تعالى الدّالة على وجوده، وقدرته، ومشيئته، ووحدانيّته، وصدق رسله فيما أخبروا به عنه، وتجرَّدْ، وقُمْ لله ناظراً أو مُناظراً حتى يتبيّن لك أن ما جاءت به الرّسل عن الله فهو الحقّ الذي لا شكّ فيه).

 

اتّخاذ رفقةٍ صالحةٍ تُعينه على الخير إذا عزم عليه، وتُذكّره إن غَفِل عنه، ويجب عليه كذلك الابتعاد عن رفاق السّوء؛ فالمرء يُعرف بخلّانه، فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: (المرءُ على دينِ خليلِه، فلينظُرْ أحدُكم من يَخالُّ).

 

الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبُّر آياته؛ فهو أعظم شفاءٍ لأدواء القلب، وأهمّ سبيلٍ للبُعد عن المعاصي.

شروط التوبة

أن يندم على ما فعل من ذنوبٍ وآثامٍ ومعاصٍ.

 

أن يعزم على ألّا يعود إلى المعصية التي ارتكبها.

 

أن يُقلع عن المعصية في الحال. أن يردّ الحقّ إلى صاحبه إن كانت المعصية التي ارتكبها فيها حقٌّ لآدميّ؛ حتى تُقبل توبته.

 

وللتّوبة من الذّنوب إن كانت بين العبد وربّه عزَّ وجلّ خمسة شروطٍ، هي: إخلاص التّوبة لله جلَّ وعلا.

 

وقوع التّوبة في وقتها المقبول، فلا تُقبل التوبة لمن تاب بعد أن تطلع الشمس من المغرب مثلاً، أو لمن تاب؛ ليهرب من العقاب الدنيويّ، أو أن يتوب الرجل في الغرغرة قبل الموت؛ فراراً من العقاب، كما حصل مع فرعون.

 

الإقلاع عن الذّنوب والمعاصي.

 

النّدم على ما ارتكبه من معاصٍ وآثامٍ.

 

عدم العودة إلى المعصية مرّةً أخرى.

طرق التقرب لله سبحانة وتعالى

الصلاة على وقتها، وهي من أحب الأعمال لله سبحانه. الذكر لله سبحانه وتعالى يومياً، أياً كان الذكر كـ (الاستغفار)، (التسبيح)، (التهليل).

 

الدعاء بالخير سواء للنفس أو للأمة أو للتوفيق أو لأمور الدنيا، وليكن الدعاء في أدبار الصلوات وبالخير.

 

قراءة القرآن يومياً، حيث من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها.

 

الصلاة على النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم.

 

صلاة الضحى، فهي تؤدي صدقة عن كل مفصل من مفاصل العظام.

 

صلاة قيام الليل، ففيها يستجاب الدعاء، وتقضى الحاجة، ويغفر الذنب.

 

طرق الابتعاد عن الشهوات

استشعار مراقبة الله تعالى: فإنَّ استشعارَ القلبِ لوجود الله وتعظيمِ أمرهِ يكفي العبدَ همومَ الدُّنيا ونزواتِها، ويفتحُ قلبه إلى التنعُّمِ في حبِّ الله تعالى وعبادته تقرُّباً وازدياداً في المنزِلة، ويبعثُ في نفسِه الخوف من عصيانِ حبيبِه وجلبِ غضبه، فيكفيه الله تعالى الذُّنوبَ والخطايا ويُطهِّرُ قلبه، فيغدو في رعايةِ الله وأمنه، مستمسكٌ بحبله يكره أن يقع في الذُّنوب والخطايا.

 

السّعي إلى المساجد، والتزامُ الجماعةِ، وكثرة السُّجودِ، والتزوُّدِ في الصَّلواتِ، والذِّكر في أدبارها: وفي ذلكَ كلُّه استقامةُ العبدِ وسعيهُ في تحقيقها، واستعانةٌ العبدِ بربِّهِ في كبحِ شهوانيَّته، والانصِرافِ عن الدُّنيا إلى ما عند الله تعالى، وفي ذلكَ إعانةُ الله له وحفظه.

 

مجاهدة النَّفسِ وحضُّها على ترك الشَّهواتِ والابتِعادِ عن مواطِنِها ومفاتِنها وظروفِها وما يُنمِّيها: ومراقبة الله والتطبُّعِ بأوامره، واجتنابِ نواهيه، واعتزال المعاصي، والعزم على هجرانها، ومحاسبة النَّفس، وتذكيرها بِعظَمة الله وجميلِ نِعمِهِ.

 

إشغال النَّفس بما ينفع من أعمال الآخرة: والعزم على أداءِ واجباتِها ومُتطلَّباتِها، والهَربُ من الفراغِ الذي هو موطن الشيطان إلى ما فيهِ خير العمل ومصلحة العبد.

 

امتثالُ تقوى الله العظيم، والتزامُ أوامره واجتنابُ نواهيه: والحرصُ على التقرُّبِ إليه بما يرضى، واجتناب ما يُسخِطه ويوجب غضبه وعقابه، ومن التَّقوى مُراقبةُ الله في السرِّ والعَلَنِ، والتِزام ما يُحبُّ واجتنابُ ما يَكره.

 

الاستِكثارُ من طلب الثَّواب: ويكون ذلك بالتزوُّدِ من الحسنات وأعمالِ الخيرِ والأجر التي لا تنحصر فيما يفعله المرءُ لِنفسِه، بل تتعدَّاها إلى ما فيهِ مصلحةُ الآخرين وخدمةُ النَّاسِ ونفعُ المُجتَمع، وفي ذلكَ خيراتٌ كثيرةٌ، ليس أدناها إشغالُ النَّفسِ وصرفُها عن أعمالِ الشَّيطانِ ووسوساتِه، وتتعدَّى إلى غفرانِ الذُّنوبِ وإبدالِ سيِّئها حسناتٍ كما وَعَد اللهُ عِباده، وفي ذلك الفوز والفلاح.

 

 

شروط التوبة النصوحة

إن فُقد أحد تلك الشّروط التي ذُكِرت فإنّ التوبة لم تصحّ، ولم تُقبَل، أمّا إن كان للذّنب بحقّ أحد البشر فيُشترَط بالإضافة إلى ما ذُكر أن يعيد المُذنب الحقّ إلى صاحبه، أو يبرأ منه بالمسامحة إن كان حقّاً معنويّاً، والتوبة النّصوح تستوجب ثلاثة أمور،

 

هي: التوبة من الذنوب والمعاصي جميعها التي ارتكبها في حياته دون استثناء شيءٍ منها، والعزم على التوبة صادقاً، وأن تكون التوبة خالصةً لله جلّ وعلا،

حيث قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

لكل ما هو جديد ومفيد زورو موقع لحظات .

التالي
موعد عودة المدارس فى السعودية – التقويم الدراسي 1445 2024
السابق
ادعية تريح القلب