ما هو علم الاجتماع

كتابة: JASMEEN HASSAN - آخر تحديث: 16 فبراير 2024
ما هو علم الاجتماع

ما هو علم الاجتماع وعلم الاجتماع عرفه بأنه العلم الذي يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية و يجعلها موضوعا للدراسة و التحليل كما يفعل الفيزياء الطبيعية و فروعها  او هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ، سواء بشكل مجموعات، أو مجتمعات، وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية.

نشأة علم الاجتماع

بعقد مقارنة زمنية بسيطة بين علم الاجتماع وغيره من العلوم نجد أن الأول يعتبر حديث العهد مقارنة بالعلوم الأخرى على الرغم من أن أفكار علم الاجتماع بسيطة وتعتمد على إعمال العقل في الظواهر المجتمعية المختلفة بعكس علوم الرياضة مثلاً التي ترتبط بتاريخ ظهور الرياضة وشيوعها حول العالم، ولكن في الوقت نفسه تجد بأن أفكار علم الاجتماع الأساسية التي بني عليها هي مبادئ حياتية فطرية موجودة منذ قديم الأزل وكانت تندرج في بعض الأحيان ضمن علوم الفلسفة أو علم النفس.

يعتبر ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع كأفكار وليس كمسمى، فقد عمل على إرساء قواعد خاصة ليتم على أساسها دراسة أي ظاهرة مجتمعية مستحدثة وخاصة مع بدء قطار التطور العالمي في السير مما جعل الترابط بين المجتمعات المختلفة متزايداً في صور التجارة وحركة البيع والشراء وكذلك نقل الثقافات المختلفة بين شعوب العالم وحتى في صورة الاحتلال والغزو؛ كل تلك المفردات جعلت من نشأة علم الاجتماع أمراً لا مفر منه، وقد تلا ابن خلدون عدة علماء قاموا بتطوير علم الاجتماع أكثر وأكثر فهناك العالم الفرنسي أوجست كونت هو صاحب كلمة مجتمع في اللغة اللاتينية- اللغة الأم لكافة اللغات الأجنبية- والتي اشتق منها فيما بعد كلمة الاجتماع ليولد علم الاجتماع الحديث.

مجالات دراسة علم الاجتماع

كثيراً ما يقترن علم الاجتماع بعلم النفس، فالأخير يختص بدراسة كافة المشاعر النفسية وتأثيرها على تصرفات الفرد وردود أفعاله كشخص مجرد دون النظر لتأثيره على من حوله أما علم الاجتماع فيختص بدراسة عدة أمور تتعلق بالعلاقات الاجتماعية وهي: علاقات الفرد داخل الوسط الاجتماعي الضيق؛ أي علاقاته مع أفراد أسرته وأصدقائه والأشخاص الذين يتعامل معهم على اختلاف دوائر التعامل المجتمعية.

علاقات الأفراد بشكل واسع وتأثيرها على حياتهم حتى وإن لم يعوا ذلك؛ فعلى سبيل المثال قد يقوم شخص ما بالتجارة في سلعة معينة مما يؤثر بالسلب على منافسيه في نفس التجارة وإفلاسهم وفقدان عملهم المعتاد، فقد لا يعي أي من الطرفين سبب ذلك لعدم احتكاكهم ببعض ولكن بالتأكيد كان الفعل الأول سبباً للثاني.

علاقات المجتمعات الكبرى ببعض والتي تحكمها الكثير من القواعد كشروط السفر والهجرة وحركة التجارة العالمية ومساراتها وما قد ينتج عن مثل تلك العلاقات من نشوء تحالفات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تصب في مصلحة أحد الأطراف وعلى العكس تضر بالطرف الآخر.

الظواهر الاجتماعية النمطية كالزواج والعزائم والحفلات والمآتم والطقوس المختلفة للأعياد سواء أكانت دينية أو وطنية، فدراسة مثل تلك الظواهر وتحليلها وعدم الاكتفاء بالنظر إليها على أنها نمط روتيني تمكن الدارس من فهم الطبيعة الخاصة لذلك المجتمع وتأثيرها على غيرها من المجتمعات.

أهمية علم الاجتماع في حياتنا

قد يتبادر إلى أذهان الكثير منا سؤال شائع وهو عن مدى جدوى دراسة مثل تلك العلوم فقد ينظر البعض إلى علم الاجتماع وأمثاله كمضيعة للوقت والجهد ومن الأجدر تكريسهما لعلوم أخرى أكثر أهمية كالسياسة والاقتصاد والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم، ولكن على العكس علم الاجتماع له أهمية كبيرة جداً تعادل أهمية العلوم الحياتية الأخرى بل وتتفوق عليها أيضاً على الرغم من أن مكاسب علم الاجتماع معنوية أكثر من كونها مادية أو عينية بعكس باقي العلوم الأخرى؛ فمكاسب علم الاجتماع تكمن في فهم الظواهر المجتمعية وبالتالي تقويمها والوصول بالمجتمع إلى بر الأمان، فبعد دراسة البنود السابقة في علم الاجتماع سيتحقق التالي:

  • فهم ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافة خاصة به تتمثل في اللغة والملبس والأعياد وطبيعة الحياة ككل في المجتمع، ومن خلال علم الاجتماع ستتمكن من تحليل كل تلك الظواهر السابق ذكرها إلى عناصر مفردة والتي ستوفر لك نظرة مفصلة على ثقافة المجتمع وتميزها إلى نقاط إيجابية تستفيد منها وأخرى سلبية تبتعد عنها.
    نهضة المجتمع: بفهم الظواهر التي يقوم عليها المجتمع ومن خلال مبادئ وأفكار علم الاجتماع يمكن إنشاء روابط عمل سليمة ومتينة بين أفراده مما يساهم في رفع مستوى العمل بشكل عام في مجالاته المختلفة وتحقيق نسب أعلى من الربح تعود بالفائدة على أفراد المجتمع.
  • تحقيق الأمن المجتمعي: ويقصد بمصطلح الأمن المجتمعي وجود روابط اجتماعية سليمة بين أفراد المجتمع تخلو من أي شوائب تعكر صفوها؛ فعلى سبيل المثال إذا وجد علماء الاجتماع أن هناك نوع معين من الجرائم بدأ في الانتشار بشكل واسع في المجتمع فعليهم أن يبدؤوا على الفور في دراستها وتحليلها تحليلاً مفصلاً والخروج من الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات الدقيقة التي تفسر سبب انتشار تلك الجريمة مع إيجاد الحلول المناسبة للتخلص من تلك المشكلة، وهكذا يعمل علم الاجتماع على دراسة كافة الظواهر السلبية التي تطرأ على حياة أفراد المجتمع وتؤثر عليهم بشكل كبير ووضع الحلول الجذرية لها مما يحقق الأمن المجتمعي بين أفراده.
  • وضع سياسة مجتمعية عامة: فبالتحليل الشامل لأركان المجتمع وعناصر القوة والضعف فيه يمكن وضع أهداف عامة يسير عليها قادة النظم المختلفة تؤدي بهم للنجاح المضمون، وهو الأمر الذي ينطبق على قادة الحكم الذين يرغبون في وضع برنامج انتخابي لهم فيمكنهم الاستعانة بعلماء الاجتماع الذين تعمقوا في دراسة المجتمع وظواهره المختلفة وكذلك رؤساء الشركات والراغبين في الاستثمار بالأخص إذا كانت وجهتهم مجتمع جديد لم يتعايشوا معه من قبل فعندها سيوفر لهم علم الاجتماع كل ما يحتاجونه لفهم المجتمع وطبيعة أفراده وسلوكياتهم وبالتالي يتمكنون من وضع الخطة الصحيحة لبدء العمل الخاص بهم؛ فعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب في بيع الكتب المختلفة فيجب عليك البحث عن مكان مازال يقبل أهله على المطالعة ولم ينساقوا خلف التكنولوجيا الحديثة والعكس إذا أردت بيع أجهزة إلكترونية متطورة فسيتوجب عليك حينها البحث عن سوق عمل أكثر تطوراً ومواكبة مع العلم الحديث.

 

نشأة وتاريخ علم الإجتماع

علم الاجتماع توجه أكاديمي جديد نسبيا بين علومِ الاجتماعيات الأخرى بما فيها الاقتصادِ، عِلْم السياسة، عِلْم الإنسان، التاريخ، وعلم النفْس.
لكن الأفكار المؤسسة له، على أية حال، ذات تاريخ طويل ويُمْكِنُ أَنْ نتتبّعَ أصولَها في خَلِيط المَعرِفَة الإنسَانِيَّةِ والفلسفة المشتركة.
ظهر علم الاجتماع كما هو حاليا كصياغة علمية في أوائِل القرن التاسع عشرِ كرَدّ أكاديمي على تحدي الحداثةِ: فالعالم كَانَ يتحول إلى كل متكامل ومترابط أكثر فأكثر، في حين أصبحت حياة الأفراد أكثر فردية وانعزالا. تمنى علماء الاجتماع أَنْ يَفْهموا التحولات التي طرأت على المجموعاتَ الاجتماعيةَ، متطلعين لتَطوير دواءَ للتفككِ الاجتماعيِ.

كان أوغست كونت، أول من صاغ تعبير (sociology) “علم اجتماع” في عام 1838 من (socius) التي تعني باللاتينية (رفيق، شريك) واللاحقة اليونانية logia بمعنى (دراسة، خطاب).
تَمنّى كونت توحيد كل الدِراسات البشرية بما في ذلك التاريخِ وعِلْمِ النفْس والاقتصاد. وكان مخططه الاجتماعي الخاص مثاليا يعود إلى القرن التاسع عشرِ؛ حيث اعتقدَ أن كل أنماط الحياة الإنسانية لجميع الشعوب في كل البقاع مَرّتْ من خلالِ نفس المراحلِ التاريخيةِ المُتميّزةِ وبهذا، إذا أمكن للشخصُ أَنْ يُدرك مراحل هذا التطور، فيُمْكِنُ له أَنْ يَصفَ العلاجَ للأمراضِ الاجتماعية.

الكتاب الأول في ‘علم الاجتماع’ حمل نفس الاسم وكُتب في منتصف القرن التاسع عشرِ من قِبل الفيلسوف الإنجليزيِ هيربرت سبينسر. في الولايات المتّحدة، وعُلّم هذا التخصص باسمه للمرة الأولى في جامعة كانساس، لورانس في 1890 تحت عنوانِ فصلَ علم الاجتماع (فصل علم الاجتماع المستمرِ الأقدم في أمريكا وقسم التاريخِ وعلم الاجتماع أُسّسا في 1891) أما قسم الجامعةِ المستقل الكامل الأول لعلم الاجتماع في الولايات المتّحدة أُسّستْ في 1892 في جامعة شيكاغو مِن قِبل ألبيون دبليو، التي أسّست المجلّة الأمريكية لعلم الاجتماع في 1895.

أسّسَ القسم الأوروبي الأول لعلمِ الاجتماع في 1895 في جامعة بوردو مِن قِبل إميل دوركايم مؤسس عام 1896
في 1919 أُسّس قسم علم اجتماع في ألمانيا في جامعة لودفيج ماكسيميليانز في ميونخ مِن قِبل ماكس فيبر وفي 1920 في بولندا من قبل فلوريان زنانيكي. أما أقسام علمِ الاجتماع الأولى في المملكة المتحدة فقد أسست بعد الحرب العالمية الثانية. بدأَ تعاون ماكس فيبر الدولي في علم الاجتماع في 1893 عندما تأسس معهد رينيه الصغير الدولي لعلم الاجتماع التي التحقت بجمعية علم الاجتماع الدولية الكبيرة بدءا من 1949. في 1905 أسست الجمعية الاجتماعية الأمريكية، الجمعية الأكبر في العالم من علماء الاجتماع المحترفين.

تتضمن قائمة العلماء النظريين “الكلاسيكيين” الآخرين لعِلْمِ الاجتماع مِنْ القرونِ العشرونِ المبكّرةِ والتاسعة عشرةِ المتأخّرةِ كلا من كارل ماركس، فيردناند توينيز، ميل دوركهايم، باريتو، وماكس فيبر. أما في حالة كونت، كان جميع علماء الاجتماع هؤلاء لا يعتبرون أنفسهم “علماء اجتماع” فقط. وكانت أعمالهم تناقش الأديان، التعليم، الاقتصاد، علم النفس، الأخلاق، الفلسفة، وعلم اللاهوت.

كارل ماركس :
لكن باستثناء ماركس، كان تأثيرهم الأكبر ضمن علم الاجتماع، وما زال علم الاجتماع هو المجال الأبرز لتطبيق نظرياتهم. اعتبرت دراسات كارل ماركس المبكرة الاجتماعية حقلا مشابها للعلوم الطبيعة مثل الفيزياء أو علم الأحياء. كنتيجة لذلك، جادل العديد من الباحثين بأن الطريقة والمنهج المستعملان في العلوم المتماسكة منهجيا تناسب بشكل مثالي الاستعمال في دراسات علم الاجتماع. وكان استخدام الطريقة العلمية وتشديد النزعة التجريبيةِ امتيازَ علم الاجتماع عن علم اللاهوت، والفلسفة، الميتافيزيقيا. هذا أدى إلى علم اجتماع معترف به كعِلْم تجريبي. هذه النظرة الاجتماعية المبكّرة، مدعومة من قبل كونت، أدت إلى الفلسفة الواقعية، المستندة على الطبيعية الاجتماعية.

على أية حال، بحدود القرن التاسع عشر وضعت الدراسات ذات التوجه الطبيعي لدراسة الحياة الاجتماعية موضع سؤال وشك من قبل العلماء مثل ديلتي وريكيرت، الذي جادل بأنّ العالم الطبيعيَ يختلفُ عن العالمِ الاجتماعي بينما يتميز المجتمع الإنساني بسمات فريدة مثل المعاني، الرموز، القواعد الأخلاقية، المعايير، والقيم. هذه العناصرِ في المجتمع تُؤدي إلى نشوء الثقافات الإنسانية. وجهة النظر هذه كَانتْ قد طوّرت مِن قِبل ماكس فيبير، الذي قدّمها ضِدّ الفلسفة الواقعيةَ (عِلْم اجتماع إنساني). طبقاً لهذه وجهةِ النظر، التي تعتبر وثيقة الصلةُ بالبحث الاجتماعيِ ضد الطبيعيةَ يجب أَن تركّزَ الدراسات على البشرِ وقِيَمهم الثقافية. هذا أدّى إلى بعض الخلاف على مدى إمكانية وضع خطَ فاصل بين البحث الشخصي والموضوعي أثّر بالتالي على الدراسات التفسيريةِ أيضاً. النزاعات المماثلة، خصوصاً في عصرِ الإنترنت، أدّت إلى خلق فروع غير احترافية من العلوم الاجتماعية.

المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع

أولا المجتمع :
جماعات من البشر تعيش على قطعة محددة من الأرض لفترة طويلة من الزمن تسمح بإقامة علاقات مستمرة ومستقرة مع تحقيق درجة من الاكتفاء الذاتي
مقومات المجتمع :
1. الأرض محددة
2. البشر أي السكان
3. الاستمرار في الزمن أي علاقات تاريخية
4. الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي

 

الخاتمه

بعد هذا المقال نتمني ان يسعدكم ويعجبكم بكل ما بع من معلومات قيمه عن علم الاجتماع ونتمني ان تعودو الي موقعنا لحظات مره اخري .

التالي
تفسير معني حلم الببغاء في الحلم لابن سيرين وابن شاهين
السابق
دعاء النور ادعية دينية