ما هو فن التعامل مع الناس

كتابة: شيماء العميري - آخر تحديث: 29 فبراير 2024
ما هو فن التعامل مع الناس

ما هو فن التعامل مع الناس نقدم لكم في هذه المقالة علي موقع لحظات ما هو فن التعامل مع الناس العلاقات الإنسانية ما هو الذكاء الاجتماعي طرق التعامل مع الناس بذكاء فهم لغة الجسد إتقان فن الاستماع للآخرين أهمية لغة الجسد في التواصل فنّ تحويل الأعداء لأصدقاء علي موقع لحظات في هذا المقال سنتحدث عن فنون التعامل مع الناس بالتفصيل من خلال سردها وتوضيحها ما هو فن التعامل مع الناس علي موقع لحظات

التعامل مع الناس

يعتبر الإنسان مخلوقاً اجتماعياً بفطرته، حيث لا غنى له عن الناس من حوله، فيتعامل معهم في مختلف الإطارات، كما وتربطه بهم علاقاتٌ مختلفةٌ، كعلاقات الزمالة والصداقة والجيرة والعمل وغيرها، وتعكس طريقة شخصٍ معينٍ مع غيره في التعامل أخلاقه وتربيته، وقد حث الدين الإسلامي على المعاملة الحسنة والقول الحسن والتحلي بالأخلاق، فقد قيل أن الدين معاملة.

وفي المقابل فإنك تجد أشخاصاً انعزاليين وكئيبين ومنطويين على ذواتهم ولا يجيدون التعامل مع الناس، فالمعاملة التي لا تبنى على الود والاحترام تؤدي إلى انهيار المجتمع وانتشار البغضاء والكراهية بين أفراده، وانتشار الخصومة والنزاعات، فيصبح المجتمع جحيماً لا يطاق، ويطلق على طرق التعامل مع الناس بالفنّ؛ فهو أمرٌ لا يتقنه الجميع،

فنون التعامل مع الناس

وللتعامل مع الناس عدة طرقٍ وفنونٍ تجعلهم يحبون الشخص وينال إعجابهم، وتجعله يتماشى معهم على اختلاف طباعم وصفاتهم وشخصياتهم، ويكون هذا من خلال ما يلي :

  • الاعتذار بصدقٍ عند الإساءة للآخرين، فذلك يمنحهم شعوراً بنضج الشخص وبأن قلبه كبيرٌ ومتسامح.
  • التحدث بلطفٍ مع الآخرين، وانتقاء الكلمات الجميلة المؤدبة.
  • الطلب بأدب، من خلال استعمال كلمات؛ فضلاً، ولطفاً، ولو سمحت، ومن فضلك وغيرها.
  • البعد عن القيل والقال، فهي أساس البغضاء والمشاحنات بين الناس.
  • رقي الفكر.
  • الشكر عندما يفعل الآخرون أي شيءٍ للإنسان.
  • المشاعر الجميلة والصادقة.
  • الأخلاق الطيبة كالصدق والطيبة والكرم وغيرها الكثير.
  • مراعاة الاختلاف بين معاملة المرأة والرجل، فالمراة مخلوقٌ ألطف وأنعم من الرجل ولا تتحمل الخشونة والقسوة.
  • الاحترام والتقدير، فهما يعودان على الشخص بمثلهما تماماً.
  • إبداء الاهتمام بما يقوله الشخص أمامك، وعدم المقاطعة أو الاستهتار.
  • عدم جرح مشاعر الآخرين بالتصرفات والكلمات.
  • الإصلاح بين المتخاصمين والمتنافرين، لتقوى أواصر المجتمع فيزدهر بدلاً من أن ينتشر فيه الخراب والتدمير.
  • الابتسامة، مصداقاً لقوله -صلى الله عليه وسلم- “تبسمك في وجه أخيك صدقة “.
  • التواضع وعدم التكبر مهما كان الإنسان مختلفاً ورائعاً.
  • الردود المؤدبة مهما كان الكلام جارحاً.
  • مساعدة الآخرين معنوياً ومادياً.
  • احترام المواعيد وتقدير قيمة الوقت، فهذه تدل على تميز الإنسان واختلافه عن غيره من المستهترين واللامبالين.
  • ضبط النفس والهدوء والتروي، وتخفيف الانفعالات والعصبية.
  • حسن الظن بالناس، وعدم افتراض سوء النوايا، الأمر الذي يتعب الإنسان ويشوه جمال حياته.
  • سعة الصدر وتحمل أذى الآخرين، رغبةً في الحصول على الأجر والثواب والخير فيما بعد.
  • الذوق، والذي يعتبر سمة العصر المفقودة.

إتقان فن الاستماع للآخرين

يعتبر الاستماع الجيد والإنصات للآخرين بشكلٍ صحيح من الفنون والإستراتيجيات المهمة التي تجعل من الفرد فرداً يتمتع بقدرٍ عالٍ من الذكاء الاجتماعي، والقدرة على التعامل مع الآخرين بطريقةٍ ذكية، ويظهر الإنصات والاستماع للآخرين كنوعٍ من أنواع ومهارات الحوار والتواصل الناجح، فمن المهم تفادي عادات الإنصات غير السليمة كإطلاق الأحكام المسبقة عن الفكرة المطروحة قبل انتهاء عرضها أو محاولة التظاهر بالإصغاء للمتحدث، ويظهر بذلك أهمية التدريب على الحصول على المهارات الإيجابية والمهمة، وتدعيمها بإستراتيجيات وطرق فهم لغة الجسد أثناء تبادل الأحاديث؛ ليصل الفرد بذلك إلى حالة الاستماع المركّز والموجّه تجاه حديثٍ معين، وبشكلٍ عام فإنّ التحكم بنسبة حديث الفرد وإنصاته لمن حوله بحيث تكون نسبة استماعه وصمته ضعف نسبة حديثه ليدفع هذا إلى تحفيز الذكاء الاجتماعي، وتنمية السلوك الاجتماعي الحكيم.

إقامة العلاقات مع الآخرين

إنّ الإقدام على التواصل مع الآخرين وإقامة العلاقات الاجتماعية المختلفة بشكلٍ مستمر سواءً أكانت بتخطيطٍ مسبق أو بشكلٍ عفوي والانفتاح عليها يُكسب الفرد العديد من المهارات والمعارف الاجتماعية التي تجعله أكثر تمتعاً بمقدارٍ عالٍ من مقوّمات الذكاء الاجتماعي والتأثير بالآخرين، فكلما زاد اختلاط الفرد وانخراطه بالعلاقات الإيجابية مع الآخرين زادت فرصته في صقل وتنمية مهاراته الاجتماعية.

مفهوم التواصل الاجتماعي

يُعتبر التواصل الاجتماعي تقنية من التقنيات التي تقوم على فهم التفاعلات البشرية، وهو علمٌ قائمٌ بذاته، له أساليبه الخاصة به ومقوماته وأشكاله المحددة، ويمكن تشبيهه بأنّه الوعاء الذي تستقي العلوم الأخرى منه الوسائل والتقنيات لإنجاز أهدافها وتحقيق ما تسعى له من غايات، ومُنطلق مفهوم التواصل يأتي من الآية الكريمة التي تُذكّر الناس بوحدة أصلهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[١].

وقد فسّر علماء التفسير كالألوسي هذه الآية، فقال: إنّ العلة من جعل الناس شعوباً هو التعارف، وعليه فإنّ التواصل بين الناس هو سلوكٌ فطري وتفاعلٌ اجتماعي يتضمن التوضيح والإقناع، وإزالة سوء الفهم، فهو أسلوبٌ يُظهر فيه الفرد رغبته في التعاون مع الآخرين؛ إذ من الممكن أن يكون التواصل مُباشراً؛ كاللقاءات الشخصية بين الأفراد أو بين الجماعات، أو غير مباشرٍ، كما هو الحال في الكلمة المسموعة أو المرئية، أو الإلكترونية ، وقد ذكر الله سبحانه الهدف والغاية التي من أجلها أنعم على الإنسان بالحواس العديدة، والتي بها يتم التواصل مع الآخرين، فقال: (وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[٢]، فقد بيّنت الآية الكريمة أنّ نعمة حواس التواصل أوجدها الله في الإنسان ليتتبّع آيات الكون ويعبد الله حق عبادته.[٣]

فنّ تحويل الأعداء لأصدقاء

قد يتسرّع البعض من الناس، ويُظهر الشخص ما فيه من غضبٍ وغيظٍ أمام الطرف الآخر، ويستخدم في ذلك صوته المرتفع وأسلوبه العدواني، فإنّ هذه الوسائل قد تكون سبباً في بُعد الآخرين عنه، وتجنّب الحديث معه، يقول ودرو ولسن: (إذا جئتني معلناً المبارزة، أعدك أنّ قبضتي ستكون أقوى من قبضتك، أما إذا جئت إلي وقلت: دعنا نتبادل الرأي، فحتى إذا اختلفنا، فلن نلبث أن نجد أنّنا نتفق في الكثير).

فهذا روكفلر الذي كان يُسيطر على أكبر شركات الفحم في كولورادو، استطاع أن يمتصّ غضب وثورة أكبر الإضرابات العمالية عنفاً في ولاية أمريكية، فلم يُهدّد ولم يتوعد ولم يستخدم العنف في أسلوبهِ، بل بدأ خطابهُ بالمديح، حيث قال: أنّ هذا اليوم هو أعظم أيام حياتهِ لأنه التقى بهم، وأنه فخورٌ لوجوده معهم، وأنّهم بمثابة الأخوة لهُ، بهذه الطريقة استطاع روكفلر كسب ودّهم والتقرّب إليهم، وعادوا إلى أعمالهم دون المطالبة برفع الأجور التي جاؤوا غاضبين من أجلها.

يقول لنكولن: (إنّ قطرة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم)، وهكذا بالنسبة للتعامل مع الناس، فإذا أراد الانسان أن يكسب شخصاً فعليهِ أن يُظهر له مدى صداقته، وأنّه الصديق المخلص له، ولذلك فإنّ التعامل مع الآخرين برفقٍ ولين وترك العنف والغضب جانباً هو أنجح الوسائل في كسب الأعداء وتحويلهم إلى أصدقاء

التالي
جابر القرموطي يشيد بفيلم اليوم السابع “قرية السماحة للنساء فقط” ويطالب بمكافأة لمنفذيه حصري على لحظات
السابق
سفير جمال بيومي: صمود الفلسطينيين سلاحهم الفائز في نهاية الحرب على غزة حصري على لحظات