أسباب تأخر الزواج للبنات

كتابة: JASMEEN HASSAN - آخر تحديث: 16 فبراير 2024
أسباب تأخر الزواج للبنات

أسباب تأخر الزواج للبنات تاخر الزواج من الظواهر المنتشره حديثا من بدايه القرن الحادي عشر تحديدا وظاهره تاخر الزواج مثلها مثل اي ظاهره لها اسباب كثيره وهذا الظاهره منتشره عن الكثير من المجتمعات واليوم سوف نقدم لكم مقال عن اسباب تاخر الزواج عند البنات

وللزواج فوائد ومصالح كثيرة

(1) غض البصر و إحصان الفرج والتعفف عن الحرام.
(2) بقاء جنس الإنسان والحفاظ على الأنساب.
(3) كثرة النسل.
(4) تكثير سواد أمة الإسلام.
(5) حصول السكن و الاستقرار النفسي و العاطفي.
(6) إشاعة الفضيلة والحد من الرذيلة في المجتمع.

أسباب تأخر الزواج:

أولاً: غلاء المهور مما يجعل الزواج يتعسر أو يتعذر على كثير من الشباب فيتأخر الزواج لذلك وهذا خلاف ما شرعه الله من تخفيف المهور قال النبي صلى الله عليه وسلم ” أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة” رواه أحمد ، وتزوجت امرأة بنعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحها , وقال لرجل التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم “هل معك شيء من القران” قال نعم سورة كذا وكذا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” زوجتكها بما معك من القران” ، وقال له رجل يارسول الله إني تزوجت امرأة على أربع أواق يعنى مئة وستين درهما فقال النبي صلى الله عليه ” على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث فتصيب منه ”

وقال عمر رضي الله عنه لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها رسولا لله ” رواه الخمسة وصححه الترمذي.

وكثير من الناس يغالى في المهور لمقاصد مذمومة إما متاجرة وطلبا للمال أو مفاخرة وطلبا للرياء, أو مجاراة للأعراف و إتباعا لرأى النساء , فينبغي على الأولياء التيسير في ذلك وعدم إثقال كاهل الزوج و إشغال ذمته بالديون ، واللائق بالوجهاء وأعيان الناس أن يكونوا قدوة في المجتمع وأن لا يشقوا على إخوانهم الذين لا يستطيعون مجاراتهم في غلاء المهور ،ومن المؤسف أن بعض الأسر تكثر من الشروط مع علمها بضعف حال الزوج و الولي الحكيم هو الذي يحرص على نجاح الزواج ولا يلتفت إلى المال بل ربما أعان الزوج على ظروف الحياة ، أما إذا بذل الزوج المال الكثير وكان موسرا و لم يشق عليه ذلك فلا بأس بذلك, والصحيح انه لا حد لأقل الصداق أو أكثره في الشرع.

ثانيا

عضل الأولياء للمرأة وعدم تزويجها مع تقدم الكفء لها و رضاها به , وهذا محرم نهي الشرع عنه قال تعالى ” فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ”

وفي هذا العمل ثلاث جنايات :الجناية الأولى على نفسه بمعصية الله ورسوله ، وجناية على المرأة بمنعها من الكفء الذي رضيته ، وجناية على الخاطب بمنعه من حقه.

ويحمل الولي على هذا التصرف طمعه في مال البنت أو عداوته للخاطب أو قصد الإضرار بأم البنت ، وانتظار تزويج الكبرى لا يسوغ الامتناع من تزويج الصغرى وتفويت الفرصة عليها و وكل مكتوب له رزقه.

وإذا امتنع الولي من تزويج موليته بكفء سقطت ولايته وصارت لمن بعده الأحق فالأحق كما نص الفقهاء على ذلك وقالوا : إذا تكرر منه هذا صار فاسقا لا تقبل شهادته ولا جميع تصرفاته التي يشترط لها العدالة

ثالثا

عزوف الشباب عن الزواج وتسويفهم له لارتباطهم بعلاقات أو رغبتهم في الحرية وعدم الالتزام بالمسؤولية أو غير ذلك من القناعات الفكرية التي لا تسوغ شرعا ولا يجوز الاعتماد عليها.

رابعا

تأجيل أهل المرأة تزويج البنت لأسباب واهية و مبررات غير مقنعه كسن الفتاة وتعليمها أو حصولها على وظيفة , مما يكون سببا لحرمان الفتاة و عنوستها .

خامسا

امتناع بعض الفتيات عن الزواج لمفاهيم خاطئة وأفكار مثالية سعيا وراء الأمل المنشود وفارس الأحلام , وكل ذلك خيال قل أن يتحقق في الواقع ، وكم من فتاة ندمت اشد الندم على فوات شبابها ، والواجب على الفتاة عند خطبتها التعقل والمشاورة والاستخارة والموازنة بين المصالح والمفاسد والتركيز على توفر صفة الدين والخلق في الشاب .

سادسا

إكراه الولي الشاب أو الفتاة على الزواج بأحد أقاربه فيكره الولد على الزواج بابنة عمه أو البنت بابن عمها دون النظر إلى الرغبة والتوافق النفسي وهذا العمل محرم في الشرع من عادات أهل الجاهلية له تأثير كبير في تأخر الزواج أو فشلة و يوقع الأولاد في حرج عظيم .

سابعا

كثرة الشروط من قبل الفتاة وأهلها , وتضخيم الجانب المادي والغنى في اختيار الزوج والرضا به وعدم الاهتمام في الصفات المهمة الأخرى كالدين والخلق والكفاءة ، والشارع اعتبر في الزوج خصلتين عظيمتين قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ” رواه الترمذي

والعجب كل العجب ممن يزوج ابنته من لا يصلي ولا يخاف ريه من أجل غناه وكثرة ماله في الوقت الذي يرفض الرجل الصالح لعدم غناه.

ثامنا

إنتشار البطالة بين شباب المسلمين وقلة الفرص الوظيفية أو ضعف الدخل لدى الشاب العامل مما يجعله غير قادر على فتح بيت وتكوين أسرة ، والمسؤول عن هذه المشكلة العظيمة هو الدولة وجهات العمل والشؤون الإجتماعية. وينبغي للقطاع الخاص وذوي الغنى واليسار أن يكون لهم حضور في هذا المجال.

ولا شك أن الله تكفل بإعانة العبد الصادق على الزواج قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف ” رواه الترمذي وحسنه .

فمن خاف على نفسه العنت فليستعفف بالله وليقدم على الزواج ولو كان قليل اليد ولا بأس أن يقترض لأجل الزواج أو يأخذ من الزكاة كما رخص أهل العلم في ذلك , قال عمر عجبت لمن ابتغى الغنى بغير النكاح كما قال الله ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضلة ) ، ومن كان معدما فتعفف وصبر فحسن قال تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) وعليه بالصوم والإكثار من الطاعات.

ومن أعظم العوامل التي تعيق الزواج و تؤخره عند كثير من الشباب والفتيات الإعلام الفاسد المتأثر بنظريات الغرب ومبادئه الذي يبث لأبناء المسلمين أنماطا اجتماعية بعيده عن روح الإسلام وآدابه مما يجعل الفتى والفتاة يتروون جدا في قرار الزواج المبكر في الوقت الذي ينساقون وراء العلاقات الغير شرعية و الأماني الكاذبة .

وهناك مفهوم خاطئ لا يمت للإسلام وأهله بصلة ينتشر عند بعض الفتيات وهو أن الزواج لا يكون ناجحا إلا إذا سبقه حب بين الطرفين مما يستدعى إقامة علاقة لفترة طويلة يتعرف كل واحد على الآخر ويفهم شخصيته ويقع في شراك حبه , ولا شك أن هذه العادة محرمة في الشرع وكثير من هذه العلاقات باءت بالفشل بعد أن اطلع كل واحد على عيوب الآخر , وقد يستغل ذلك ضعاف القلوب فيعبثون في أعراض بنات المسلمين ومشاعرهم تحت غطاء الخطوبة المزعومة ثم ينسحب أحدهم بكل وقاحة وقد أثر على سمعه البنت ونفسيتها.

والخطوبة المشروعة في الإسلام هي الإذن بالنظر إلى الفتاة والتحدث إليها بحضرة وليها و الاتفاق بينهما على شؤون الزواج والحقوق و متطلبات الحياة الزوجية قال الرسول صلى الله علية وسلم ” إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ” رواه أحمد ، ولا بأس بالكلام مع المخطوبة بعد ذلك إذا حصلت الموافقة ودعت الحاجة لذلك في غير ريبة وفتنة , أما الخلوة بها وعقد اللقاءات الخاصة و الخروج معها والسفر بها بلا ولى فكل ذلك حرام وباب شر عظيم وإتباع لخطوات الشيطان.

والزواج المبكر للفتاة أمر حسن دل عليه الشرع وفيه مصالح كثيرة يصون الفتاة ويحفظها من كل سوء ولا يعرضها للفتنة , ويخطئ من يظن أنه سبب لفشل الزواج ووقوع الطلاق, فإن الفتاة إذا كانت واعية متفهمه واختير لها الرجل المناسب العاقل الحليم حصل الخير والبركة ولم يقع ما يكره بإذن الله ، وكثير من أسباب الطلاق لا ترجع إلى سن الفتاة , فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهى بنت تسع سنين وكثير من أمهاتنا تزوجن وهن صغيرات , وكانت تلكم الزيجات نماذج رائعة وصور مشرفة للارتباط الناجح , ولا يزال بحمد الله إلى يومنا هذا من يعمل بهذه العادة الإسلامية .

ومن أكبر أسباب تأخر الزواج ارتباط بعض الشباب بعلاقات غير شرعية و الجري وراء الشهوات المحرمة والاغترار بسراب الحب الكاذب وهذا من أعظم الفتنة ، فليتق الله الشاب وليعلم أن العمر يمضى والمال يفنى والدين يذهب والشهوة تنقضي وتعقبها حسرة وندامة ولا يزال يسعى في شؤم الذنب وجحيم المعصية ولن يهنأ أبدا ويذوق طعم السعادة إلا إذا تزوج المرأة الصالحة وسكن إليها وملأت عليه حياته وفراغه العاطفي فذاق طعم العفة واللذة المباحة , قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : 21].

ومن أعظم ما يعين على انتشار الزواج سعى الولي في البحث عن الرجل الكفء وعرضها على الصالحين وهذه سنة عمل بها السلف وقد عرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة لما طلقت على أبي بكر وعثمان بن عفان رضي الله عنهم , و ينبغي لمن عمل ذلك أن يحسن اختيار الزوج ذي المروءة ويستخدم التعريض في ذلك أو يبعث وسيطا يعرض عليه ويراعى أعراف الناس وأحوالهم.

ويخطئ من يمتنع عن الشفاعة في تزويج الناس ودلالة الشباب على الأسر الطيبة ، ومن الأقوال الخاطئة الشائعة قولهم ” أمشى في جنازة ولا أمشى في جوازه” ، والتوفيق بين نفسين في الحلال من أجل الأعمال ومن الشفاعة الحسنة وتفريج الكرب عن المسلم قال رسول اله صلى الله عليه وسلم ” أشفعوا تؤجروا ” متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم” من أستطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه” رواه مسلم ، والحاجة داعية لذالك لا سيما مع ظاهرة التفكك الإجتماعي وكثرة الناس وصعوبة التعرف على بنات المسلمين و عدم الثقة في كثير من البرامج و الوسائل التي تعمل في هذا المجال ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى في تزويج الناس ويشفع لهم كما سعى في تزويج جليبيب رضي الله عنه وقد كان فقيراً في وجهه دمامة من أسرة شريفة.

تأخر سن الزواج يصيب الفتيات بالقلق والاكتئاب

تأخر سن الزواج، ظاهرة منتشرة فى كثير من البلاد، لكن فى مصر يعد تأخر سن زواج الفتاة مشكلة كبيرة، نظرًا لثقافة المجتمع، فهنا تقوم بعض الأسر بالضغط على بناتهن، فيؤثر ذلك على حالتهن النفسية.

تقول الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى، أن تأخر سن زواج الفتيات يؤثر على حالتهن النفسية نتيجة لضغوط الأسرة والمجتمع، حيث يوجد ضغط نفسى من البيت، وتساؤلات من قبل الأسرة، ومن جميع الأشخاص المحيطين بهن عن سبب تأخر الزواج، لافتة إلى أن ذلك يؤثر على نفسية الفتاة، مما يؤدى إلى فقد الثقة بنفسها.

وتضيف “حماد”، أن فى مجتمعنا الشرقى ارتباط الفتاة يعطيها وضعًا فى محيط أسرتها، بأنها تبنى حياتها ومستقبلها، فجميع هذه الأشياء تعطى الفتاة نوعًا من السعادة والاستقرار العاطفى، مشيرة إلى أن تأخر سن الزواج يصيب الفتيات بالقلق والاكتئاب، وفقد الثقة بالذات.

وتشير”حماد” إلى أن اقتراب الفتاة من سن الثلاثين، يجعل بعض الأسر تفزع من الرقم 30، وتقوم بالضغط على الفتاة لتقديم بعض التنازلات فى الصفات التى تريدها فى شريك حياتها، حتى تهرب الفتاة من الرقم المفزع الذى يخاف منه الأهل.

وتنصح “حماد”، الأسرة، والأهل أن يرفعوا أيديهم عن بناتهن، لأن الزواج نصيب ورزق مكتوب لكل شخص فى وقت محدد، فلا يجب الخوف والقلق.

توصى استشارى الطب النفسى، الفتيات أن يعملن على بناء شخصيتهن ومستقبلهن، ولا يجعلن تأخر سن الزواج عقبة فى حياتهن، لأن الشباب الذين يريدون تحمل المسئولية ليسوا كثيرين، مشيرة إلى أن هناك كثيرًا من الشباب يبحثون عن فتاة تتناسب معهم، وكأنها سلعة ويذهبون لأكثر من منزل، ولا يستطيعون أن يأخذوا القرار، فهنا تكون المشكلة فى الشباب غير القادر على اتخاذ القرار.

المشكله (1)

أنا فتاة بلغت من العمر التاسعة والعشرين ولم يكتب لي الزواج حتى الآن ، فأرجو من فضيلتك أن تدلني على قراءة سورة من القرآن ، أو دعاء يمنع عني التفكير الشديد في المستقبل والأولاد ، لأني في ضيق من عدم الزواج ، حيث إنه يوجد في بيتنا من تكبرني سناً ولم تتزوج فأرشدني أثابك الله.

الحل (1)

أولاً قبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أنبه أن الأمور كلها بيد الله عز وجل ، لا جلب نفع ولا دفع ضرر إلا من عنده تعالى ، والمفرج للكربات هو الله جل شأنه فإذا أصاب الإنسان شيء فعليه أن يلجأ إليه تبارك وتعالى ، وأن يتضرع إليه ويدعه سواء في حصول مطلوب ، أو إزالة مرهوب .

لقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ) سورة النحل/53 ، ولقوله تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون ) سورة النمل/62 ، فالله تعالى هو الملجأ للعبد فإذا توجه إليه الإنسان بإخلاص وافتقار وحاجة ، وكان طيب المطعم – من مأكل ومشرب – والملبس والمسكن فإنه حري بالإجابة ، وهذا عام في كل شيء .

ثم ليعلم الإنسان أنه إذا دعا الله ولم يستجب له ، فإما أن الله يدخره له ، وإما أن يدفع عنه شراً أعظم مما سأل ، ولكن لا يستحسر ويدع الدعاء ، فإن الله يحب الملحين في الدعاء ، وينتظر الإجابة ويوقن بها ، فإنه سبحانه وتعالى يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) سورة البقرة/186 .

وليتحر أوقات الإجابة ، فإن من أوقاتها ، الثلث الأخير من الليل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر ) رواه البخاري (7494) ومسلم (758) .

وكذلك ( آخر ساعة من يوم الجمعة فإنه لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يدعو الله إلا أعطاه إياه ) رواه البخاري (935) ومسلم (852) ، أو ما بين خروج الإمام يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة .

وكذلك من الأوقات ما بين الأذان والإقامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ) رواه الترمذي (212) وأبو داود (521) وأحمد (3/119) وقال الترمذي حديث حسن صحيح .

ومن الأحوال حال الإنسان إذا كان ساجداً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) رواه مسلم (479) ، وكذلك بعد التشهد الأخير قبل أن يسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين ذكر التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ) رواه البخاري ومسلم ، هذا ما أريد أن أقدمه قبل الجواب الخاص .

أما الجواب الخاص فإن هذه المرأة عليها أن تصبر وتحتسب ، وأن تعلم أن الأمور بيد الله عز وجل ، وأن تأخر الزواج ربما يكون خيراً أعده الله لها ، فلتأمل الخير ولترجِّ نفسها ، وإذا كان عندك هم أو وساوس فأكثري من ذكر الله عز وجل ، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ولتقبلي على أمورك من العبادة والأعمال الأخرى ، حتى يزول همك .

وكذلك فادعي بالدعاء المشهور المزيل للهم والغم وهو : ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك … ) ، والمرأة تقول : ( اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلفك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ) رواه أحمد ( 1/391،452) وابن حبان (3372) والحاكم (1/509) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) ، وغير ذلك من الأدعية المأثورة ، فذلك يزيل عنك ما تجدين من الهموم والغموم ، نسأل الله لنا ولك العافية ، والله الموفق .

المشكله (2)

منذ سنة أو أكثر أدعو ربي أن يرزقني بالزوج الصالح، وكنت أتحرى أماكن وأوقات الإجابة، والحمد لله حججت واعتمرت وكنت أدعو بهذا الأمر في أغلب صلواتي، لأني أعيش في فتنة دائمة في عملي.

وفي الإنترنت في هذه السنة كنت أمنع نفسي من اقتراف أي ذنب حتى تتحق الدعوة، ولكن لا أدري لماذا لم يُستجب لي، وأقول هذا الكلام ليس لسوء ظني بالله، ولكن لا أعلم ما سبب التأخر؟

وأنا خائفة أن أضيع في ملذات الدنيا وشهواتها، وقد فكرت بأن أقدم على طلب الزواج من مؤسسة تعمل على تزويج الشباب ولكن عندما استخرت غيرت رأيي لقله حماسي، ولا أعرف ماذا أفعل، وعندما أدعو أشعر أني أطلب المستحيل، وأسألكم الدعاء لي بالستر والمغفرة والزوج الصالح.
وجزاكم الله خيراً.

الحل(2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد يظن بعض الناس إذا سمع هذا الكلام من فتاة في مثل عمرك أنك فتاة لديك حالة من القلق أو حالة من الاستعجال والرغبة الزائدة في الزواج، ولا ريب أن هذا الظن في غير محله، وأن هذا الوهم غير سليم، بل الصواب أنك معذورة غاية العذر في هذا الحرص على الفوز بالزوج الصالح، بل إن هذا الحرص هو حرص محمود وليس بحرص مذموم ولله الحمد، وأبلغ من ذلك وأعظم أن هذا الحرص دال على حسن فهمك وكمال عقلك؛ فإن الفتاة المؤمنة العاقلة تحرص على الظفر بالزوج الصالح الذي تعفُّه ويعفُّها، وتقيم معه بيت الزوجية الذي تجد فيه نفسها وتجد فيه طاعة الله وتنشأ فيه أسرة مسلمة قوامها العمل بمرضاة الله وأساسها هو تقوى الله.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن أن المرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا للرجل الصالح؛ كما أخرجه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)، فكيف بالمرأة المؤمنة التي هي أحوج إلى الزوج الصالح وأشد افتقاراً إليه، فإن الزوج راعٍ في بيت أهله ومسئول عن رعيته كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق على صحته.

وأما عن سؤالك الكريم عن سبب تأخر زواجك؛ فإن أول جواب وأخصر إجابة هي قول الله تعالى: (( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ))[القمر:49] وقوله تعالى: (( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ))[الأحزاب:38]، فأمر الزواج وأمر هذه الأرزاق موكول إلى قدر الله وقضائه وحكمه العظيم الذي هو حكم الرحمة والعدل والحكمة البالغة، وهذا لا يمنع من بيان الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الزواج فإن تأخر الزواج هو شائع – للأسف الشديد – في أكثر المجتمعات الإسلامية، وكثير من الفتيات المسلمات المؤمنات العفيفات قد وصلن إلى سِنٍّ متقدمة ولم يتيسر لهنَّ الزواج، وذلك بسبب التعقيد الذي طرأ على أمور الزواج من غلاء المهور وصعوبة تحصيل الأمور اللازمة للزواج من البيت والأثاث وغير ذلك مما لا يخفى على نظرك الكريم.

والمقصود أن هذه حالة شائعة منتشرة وأصوات المؤمنات تضج إلى الله تعالى مما يعانينه من هذا الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة لعلاجه وإيجاد السبل القوية لدفع ضرره، ولا يكون ذلك إلا باتباع هذا الشرع المنزل الذي فيه صلاح الدين والدنيا، فإن هدى القرآن يشفي كل عليل ويحل كل مشكل؛ كما قال تعالى: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ))[الإسراء:9]، وهذا أمر قد بسط الكلام فيه في غير هذا الموضع.

وأما عن حالتك الخاصة فأنت بحمد الله تعالى لم تصلي إلى سِنٍّ يتعذر فيها الزواج، بل إنك بحمد الله وفضله لا زلت في السن المرغوبة التي يحرص عليها الخاطبون، بل ويميلون إلى هذه السنِّ خاصة، فأول خطوة تقومين بها هي أن تهدئي نفسك وأن تتناولي هذا الأمر بشيء من هدوء النفس وشيء من البعد عن التفكير المقلق، ثم تنتقلين إلى الخطوة الثانية وهي الفزع إلى الله تعالى واللجوء إليه، فالمطلوب هذه المرة لجوء كلجوء الغريق الذي يعلم أن لا نجاة له إلا بربه، وهذا هو خلق المؤمن إذا دعا الله أن يدعوه دعاء المضطر وأن يلح عليه إلحاح الملهوف؛ قال تعالى: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ))[النمل:62]
، ومما يشرع لك في هذا المقام أن تصلي صلاة الحاجة وهي ركعتان نافلتان وبعد السلام تحمدين الله تعالى وتصلين على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم تسألين الله حاجتك كأن تقولي: رب هب لي من لدنك زوجاً صالحا وذرية طيبة تقر عيني وسهل ذلك لي، فإنه لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، ونحو هذا الدعاء الجائز المشروع.
ومن الدعاء الحسن القوي: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، رب (( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))[الأنبياء:83]. (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى عليَّ).
والخطوة الثالثة: هي ما قد هديت إليه بحمد الله تعالى وهي الحرص على طاعة الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة) رواه أحمد في المسند، فأبشري فإنك قد اتخذت طاعة الله سبيلاً لنيل ما عنده، فقد بورك لك فيما تسعين وقد قال تعالى: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].
والخطوة الرابعة: أن يكون لك علاقة مع الأخوات الصالحات خاصة، سواء كان ذلك بالمشاركة في الأنشطة النافعة أو كان بالزيارات الاجتماعية للأسر الصالحة والأخوات الفاضلات؛ فإن في هذا تعرضا لأسباب تحصيل فرصة الزواج، فكم من لقاء عابر مع أخت في الله محبة إياك أثمر زواجاً قريباً بفضل الله ومَنِّه، وهذا كثير ومشاهد، فلا يفوتنك تحصيل هذا الأمر وهذا يغنيك عن العرض في المؤسسات التي تعنى بتيسير الزواج، فخذي بالأسباب الممكنة اللطيفة والتي لا توقعك في أي إحراج بحمد الله تعالى، مع أن التعاون مع هذه المؤسسات إذا كان ذلك بالضوابط الشرعية المعتبرة أمر جائز لا حرج فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خير له وأوسع من الصبر) متفق عليه.

ونوصيك بأن تجعلي كتاب الله أنيسك وحفظ آياته شغلاً لك، وثابري على الدعاء ومواصلة التضرع لله عز وجل، وقد قال تعالى: (( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ))[الذاريات:22-23].
نسأل الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يفرج كربك وأن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك وأن يهبك من لدنه زوجاً صالحاً يقر عينك وذرية طيبة تبهج قلبك.
وبالله التوفيق.

التالي
علاج ضغط الدم المرتفع
السابق
طرق التخلص من الكرش