التسامح واثره على الفرد والمجتمع

كتابة: اية ابراهيم - آخر تحديث: 16 فبراير 2024
التسامح واثره على الفرد والمجتمع

موضوع اليوم الذي سنتحدث فيه له أهمية بالغة على الفرد والمجتمع وهو موضوع تعبير عن التسامح واثره على الفرد والمجتمع، يصلح الموضوع لجميع الصفوف الدراسية ( للصف الثالث و الرابع و الخامس و السادس الإبتدائي ، وأيضاً للصف الأول و الثاني و الثالث الإعدادي )، سوف نخبركم في هذا الموضوع عن التسامح بين افراد المجتمع و عن التسامح بين الناس، للتسامح اهميه بالغة في حياتنا سنعلمها سوياً في هذا الموضوع باذن الله.

مفهوم التَّسامح

يعتبر الدِّين الإسلاميّ من أكثر الأديان السَّماويّة تسامحًا واهتمامًا بقيمة التَّسامح كقيمةٍ إنسانيّةٍ واجتماعيّةٍ وأخلاقيّةٍ؛ فقد اشتملت النُّصوص الدِّينيّة في القرآن الكريم والسُّنّة النَّبويّة على ذِكر التّسامح والصَّفح والعفو الذي لا يتبعه منٌّ ولا أذى، وإنَّما هو من باب إرضاء الله تعالى ونشر للخير والتَّعايش السِّلميّ بين الأجناس البشريّة على اختلاف مشاربها.

تطوَّر مفهوم التَّسامح

تطوَّر مفهوم التَّسامح في العصر الحديث منذ القرن السَّادس عشر الميلاديّ وهي الفترة التي امتازت بالصِّراعات العنيفة بين الكنيستين الكاثوليكيّة والبروتستانتيّة؛ ممّا دفع المفكرين إلى إيجاد مفهوم التَّسامح بين الطَّرفين لتخفيف حدّة النِّزاع، ومع نهاية القرن التاسع عشر الميلاديّ أخذ مفهوم التَّسامح أبعادًا كثيرةً في شتّى المجالات العقائديّة والدِّينيّة والعِرقيّة حتّى أصبح منهجًا فلسفيًّا. وقد ظهر العديد من المفكرين الذين تبنَّوا مفهوم التَّسامح للتَّعايش بين النَّاس وعلى رأسهم صاحب رسالةٍ في التَّسامح والتي كُتبت في سنة 1689م من قِبل جون لوك؛ فكتبها لتخفيف الصِّراع بين الكاثوليك والبروتستانت، وفولتير الذي لُقِّب فيلسوف التَّسامح؛ لأنّه أغنى الفِكر العالميّ بمجموعةٍ كبيرةٍ من المؤلفات القيمة حول التَّسامح وتعريفه وحول حقوق الإنسان. وفي سنة 1948م تمّ الإعلان عن مجموعةٍ من المواثيق الدَّوليّة حول حقوق الإنسان؛ فقد جاء في نصّ المادة الثَّامنة عشرة: “إنّ لكل شخص الحقّ في حريّة التَّفكير والضَّمير والدِّين”. تلا ذلك وفي عام 1995م الإعلان الدَّولي للتَّسامح ووضعت منظَّمة اليونسكو وثيقته، ويتكوَّن الإعلان من ستِّ مواد: معنى التَّسامح، ودور الدَّولة، والأبعاد الاجتماعيّة، والتَّعليم، والالتزام بالعمل، واليوم الدَّولي للتَّسامح.

التَّسامح في الدِّين الإسلاميّ

يعتبر الدِّين الإسلاميّ من أكثر الأديان السَّماويّة تسامحًا واهتمامًا بقيمة التَّسامح كقيمةٍ إنسانيّةٍ واجتماعيّةٍ وأخلاقيّةٍ؛ فقد اشتملت النُّصوص الدِّينيّة في القرآن الكريم والسُّنّة النَّبويّة على ذِكر التّسامح والصَّفح والعفو الذي لا يتبعه منٌّ ولا أذى، وإنَّما هو من باب إرضاء الله تعالى ونشر للخير والتَّعايش السِّلميّ بين الأجناس البشريّة على اختلاف مشاربها. وقدّ وجّه الله تعالى النّبي صلى الله عليه وسلم نحو قيمة التَّسامح في أكثر من موضعٍ في القرآن؛ فهو قدوة المسلمين واتّباعه أمرٌ واجبٌ يُثاب المسلم عليه ومنها، قال تعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾؛ ففي هذه الآية الكريمة خِطاب للنَّبي صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده بوجوب الصَّفح وترك المؤاخذة والانتقام، وقد قرنت الآية الكريمة ما بين الصَّفح والتسامح والسَّلام. وفي السِّيرة العَطرة للنّبي صلى الله عليه وسلم العديد من المواقف التي تسامح فيها النَّبي وعفا عمّن ظلمه وأخرجه من دياره ووصفه بالجنون والسِّحر والكذب وقتل أتباعه؛ فقد رفض طلب مَلَك الجبال أنْ يُطبق عليهم الأخشبين- جبليّن عظيميّن- وعفا عنهم رجاء أنْ يؤمنوا هم وذريتهم، وعفا كذلك عن كفّار قريشٍ يوم فتح مكّة، كما أنّه ترك للقبائل العربيّة حُرية المُعتقَد فبقيت قبائل نجران على النَّصرانيّة وعقد لهم المعاهدات على حُريّة العِبادة، وقام بالفعل نفسه مع القبائل اليهوديّة في المدينة.

أهمية التسامح للفرد والمجتمع

من جمال الأديان السماوية أنها تأمرنا بالتسامح كما أكد العلم علي فوائده التي لا تعد ولا تحصي .
فمن خلال بعض التجارب أثبت العلماء أهمية التسامح علي صحة الفرد فعندما أحضروا بعض الأشخاص ودرسوا حياتهم الإجتماعية وأوضاعهم المادية والنفسية ووجهوا لهم العديد من الأختبارات التي تعطي مؤشرا علي سعادة الأنسان.
وجدوا مفاجآة أن الأشخاص الأكثر تسامح هم الأكر سعادة في المجتمع !فقرروا أكتشاف علاقة التسامح بأمراض القلب أهم أمراض العصر،وجدوا مفاجآة آخري أن الأشخاص الأقل إنفعالا هم الذين تعودوا علي الصفح والعفو عمن أساء لهم.
ووجدوا من خلال هذه الدراسات أن المتسامحون هم الأكثر إبداعا وأكثر إنتظاما في ضربات القلب وهم الأبعد عن أمراض ضغط الدم والأقل إنفعالا.
يقول العلماء : أن نسيان موقف مزعج يوفر لك الكثير من المتاعب ويوفر الوقت الذي تفكر فيه كيفية الأنتقام وتوفر طاقة كبير من الدماغ، فالتفكير في الأنتقام يسر عدوك لأنك ستكون الخاسر.

أهمية العفو والتسامح

كد العلماء والدراسات أن الأشخاص الذين لهم القدرة علي التسامح لديهم أدمغة أكبر حجما وأكثر فاعلية لأن ذلك يخفف من موت الخلايا العصبية كما أن التسامح والمغفرة تزيد من مناعة الجسم للأمرض .
إن الله جعل العفو هو نوع من أنواع الصدقات ! يقول تعالي 🙁 (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].وأمرنا بالتآمل في فوائده العديدة حيث نهي الحق الآية بقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).
العفو هو صفة من صفات الله تعالي وهو إسم من أسماء الله عز وجل حيث قال في كتابه يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149].
ومن أسس التربية الحديثة التي أكتشفها علماء البرمجة العصبية هو التسامح حيث أن كل موقف يمر به الطفل والتسامح الذي تقدمه له يكون بمثابة رسالة إيجابية تجعله هو أيضا متسامح وبذلك نقدم للمجتمع نبتة صالحة تزهر فيه ونبعد ظاهرة الأنتقام الشائعة بين الشباب والمدمرة للمجتمع .
وواجب علي كل مسلم آمن بالله وكتابه وسنته أن يأخذ العفو منهجا له في حياته للإستزادة من الحسنات والبعد عن المعاصي حيث أنه من أوامر الله عز وجل يقول الله تعالي في كتابه الكريم (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199]. فيجب علينا أن نعفو عن كل من أساء لنا سواء كان صديق أوزوجة سواء كان شخص كبير شيخ أو طفل صغير نعفو عن أي إنسان خدعنا أو ظلمنا

أثر التسامح على الفرد والمجتمع

المجتمع الإنساني يحتوى على اختلاف وكذلك توحد في بعض المواقف، يظهر التباين في العدد الكبير من الاجناس و الأعراق و القوميات و الاديان والتي تحمل معتقدات تؤدي إلى الثقافات المختلفة, ويظهر التوحد في أن كل أعضاء الجمعيات يشتركون في أنهم يسعون للعيش بسلام وكرامه وتحقيق مصالحهم وطموحاتهم وعلى ذلك, فإن أسباب تجمع الناس أكثر من أسباب تفرقهم، ولكن السؤال لماذا العنف والحقد و الصراع والكراهية التي يستنذف العالم اليوم ؟! في العصر الذى نعيش فيه الان فإن اختلاط المجتمعات بعضها ببعض وتداخل المصالح فيما بينها نتيجة لثورة المهوله فى عالم الاتصلات و المعلومات جعل من التسامح و الاتصال و التعايش و الحوار المفتوح على الاخر ضروره لا بد منها لتحقيق المصالح للمجتمعات جميعها.حقا إن العالم بحاجةماسه اليوم إلى التسامح.

أشكال التسامح ووسائله

يكون التسامح فى عدة مواقف متباينة ومنها ما ترتبط بالعلاقات الاجتماعة بين الجماعات والافراد و العلاقات المترابطة بين الدولة وأبرزها ما الاتى:
التسامح الديني يتمثل في قول الله تعالى ” إن الذين امنوا و الذين هادوا و الصابئين والنصارى من ءامن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون سورة المائدة ” آية (69)
التسامح في المعاملات يتمثل في قول الله تعالى ” ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون سورة المؤمنون ” آية (96)
التسامح العرقي يتمثل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع حين قال ” إن أباكم واحدٌ, كلكم لآدم وآدم من تراب, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى ” .
التسامح الثقافي وذلك لان كل مجتمع له ثقافة والتي من حقه أن يعتز بها ويعمل على نشرها.

لموضوع شيق جدا للكتابه فموضوع التسامح موضوع كبير جدا ومتشعب، أرجو من الله ان اكون قد وفقت ولقد وفقت في سرد العناصر.وللمزيد زوروا موقعنا “لحظات”

التالي
كيف اتعامل مع خطيبي
السابق
جميع معلومات محمود عبد الرازق شيكالا – صور شيكالا 2024