الفرق بين صلاة الضحى والشروق

كتابة: نهى محمد - آخر تحديث: 15 فبراير 2024
الفرق بين صلاة الضحى والشروق

في حديث الرسول علية الصلاة والسلام ( من صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قعد يَذكُرُ اللهَ عزّ وجل حتى تطلعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتين؛ كانت له كأجرِ حَجَّةٍوعمرة)  وقال رسول الله صلى الله علية وسلم ( تامَّة تامَّة)  إذن هنا يكمن الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى وما نتحدث عنه اليوم سوف يوضح أيضا الفروق وفضل كلا منهما .

وقت صلاة الضحي والشروق

لكل منهما وقت يختلف عن الأخرى، فالضحى بيّنها النبي حيث قال “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”

وعدد ركعاتها أقلّه اثنتين وأقصاه ثمانٍ، بينما الشروق وسبب تسميتها كذلك أنها تصلى وقت طلوع الشمس أي عندما تكون على قدر رمح في السماء وحتى انتهاء الوقت الذي نهي عنه الصلاة فيه،

وهي ركعتان، وإن حدث فانتقض وضوء المصلي فيها فإنّه يذهب ويتوضأ ويصلي كما لو أنّه لم ينتقض؛ لأنّ هذا أمر خارج عن إرادته والله تعالى جعل هذا الدين ميسراً بعيدا عن العسر والتعقيد.

حكم صلاة الشروق والضحي

صلاة الشروق كما ذكرنا سابقاً فإنّها ليست واجبة وإنما من السنن والنوافل المستحبة، أي أن مَن تركها فليس عليه إثم، أما عن صلاة الضحى فهي سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام،

 

والدليل على ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة حيث قال: (أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ: صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةُ الضحى، ونومٌ على وِترٍ) [صحيح]، وبالتالي فإنّ من تركها لا إثم عليه طلقاً، سواء تركها مرة أم مطلقاً،

 

إلا أنّ من واظب عليها فله الأجر الكثير والثواب العظيم، فهي تُجزئ عن ثلاثمئة وستين صدقة، فمن أحب أن يجني الخير الكثير واظب عليها كما يواظب على صلواته الخمسة الواجبة. إنّ بعض العلماء قالوا إنّ صلاة الضحى وصلاة الإشراق هي سواء،

 

أي لا اختلاف بينهما أم أنّ إحداهما تُجزّئ عن الأخرى، حيث إنّ من صلى الشروق أجزأته عن الضحى، ومن صلى الضحى أجزأته عن الشروق، إلا أنّ الإشراق مشروط كما ذكرنا أن يصلي الفجر ويبقى بمصلاه.

تعريف صلاة الضحي

تعريف صلاة الضُّحى كمُصطَلحٍ شرعيّ؛ فهِي صَلاةٌ من النَّوافل، تؤدّى بعد ارتفاع الشمس مقدار ميل.[٥] وتعرف كذلك صلاة الضحى باسم صلاة الإشراق أو الشروق، وسمِّيت بذلك لأنَّها تؤدّى بعد شروق الشمس أي بعد طلوعها، ومن الفقهاء من اعتبر صَلاة الإشراق مُختلفةً عن صلاة الضحى، لكن جمهور العلماء

أجمعوا على أنَّ صلاة الإشراق هي ذاتها صلاة الضُّحى مستندين في ذلك على قول الله تعالى: (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ)  فقد أُثر عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه لم يكن يدري ما المراد بالإشراق، فسأل أم هانئ عنها،

 

فأخبرته أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قدم إليها فتوضأ ثمَّ صلى صلاة الضحى وقال لأم هانئ إنَّ هذه صلاة الإشراق، كما في الرواية التي أوردها القرطبي عن ابن عباس أنَّه قال: (كُنْتُ أَمُرُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ:” بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ” وَلَا أَدْرِي مَا هِيَ، حَتَّى حَدَّثَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عليها، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الضُّحَى، وَقَالَ:” يَا أُمَّ هَانِئٍ هَذِهِ صَلَاةُ الْإِشْرَاقِ) ورد أنَّ من أسماء صلاة الضحى كذلك اسم صلاة الأوّابين، والأوّابون جمع أوَّاب وهو من يرجع عن ذنوبه ومَعاصيه ويعود إلى الله تعالى،

وقد وردت هذه التسمية في بعض الروايات عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-،

منها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَسْتُ بِتَارِكِهِنَّ: أَنْ لَا أَنَام إِلَّا عَلَى وِتْرٍ، وَأَنْ لَا أَدَعَ رَكْعَتَيِ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاةٌ الْأَوَّابِينَ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ)

فضل صلاة الضحى

إنّ صلاة الضُّحى تجزئ عن التسبيح والتهليل والتكبير، وتكون بمثابةِ الصدقة عن كلِّ مفصلٍ في أصابع الإنسان،

كما روى أبو ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى).

إنَّ من أحسن الوضوء وسارَع إلى المسجد ليُصلّي الفجر، ومكث فيه حتى صلى الضُّحى، كان كمن فاز بغنيمةٍ عظيمة،

كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ وَأَسْرَعُوا الْكَرَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا بَعْثَ قَوْمٍ أَسْرَعَ كَرَّةً، وَلَا أَعْظَمَ غَنِيمَةً، مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرَّةً وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ؟

رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ تَحَمَّلَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ الْغَدَاةَ، ثُمَّ عَقَّبَ بِصَلَاةِ الضُّحَى، فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ، وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ) إنّ من قام ولم يقصد من قيامه سوى أداء صلاة الضُّحى، كتب له كأجر من أدى عمرةً،

كما في الذي رواه أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ).

تعريف صلاة الشروق

واحد السنن التي افترضها الدين الإسلامي، صلاة الشروق وهي احد النوافل والتي يكون وقتها عند ارتفاع الشمس وشروقها بمقدار رمح، وهو الدخول في وقت الصلاة، فهي بعد صلاة الفجر منهي عنها حتى شروق الشمس وبزوغها، ومن مسميات صلاة الشروق “صلاة الضحى”،

ولكن الفرق في ذلك إنها إن صليت بعد الشروق مباشرة سميت صلاة شروق، وأمّا أنّ صليت في وقت آخر تابع للشروق سميت بصلاة الضحى، وقد أشار الله لصلاة الشروق في الحديث النبوي الشريف ” من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة”.

 

فمن الحديث النبوي الشريف يتّضح مدى أهمية هذه الصلاة على وجه الخصوص، وصلوات النوافل على وجه العموم، فصلاة الشروق إن اتّبع العبد المسلم صلاة الفجر بتسبيح وذكر الله حتى إن بزوغ الشمس، ومن ثم بادر بصلاة الشروق كانت له كأجر حجة وعمرة كاملتين، لا ينقص من أجرهن شيء، وأما عددها فهي أمّا أن تكون ركعتين كأقل عدد، أو ثمان ركعات كأكثر عدد لها،كما أن السلف أشاروا بعضهم إلى أن أقصاها اثنا عشر ركعة، فمن صلاة أكثر أو اقل فلا حرج،

فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصلي أحياناُ اثنتان وأحياناُ ثمان ركعات أو على نحو ذلك ، ومن الأرجح أن يسلم العبد المسلم في صلاته بعد كل ركعتين، وتتلى في هذه الصلاة فاتحة الكتاب مع ما تيسر من قرأن، ولم يشار إلى شيء محدد قرأته من الآيات، فصلاة الشروق هي المراد بها أيضاُ الصلاة في وقت الضحى المبكر أو شدته، فالأصل من صلاة الشروق هو المرابطة بعد صلاة الفجر حتى أن تطلع الشمس،

وفي صلاتها اجر عظيم ومكانة رفيعة واجر جزيل، وهي حالة مركبة شاملة الذكر والمرابطة والتريث حتى طلوع الشمس، وصلاة ركعتين، حقق اجر وثواب العمرة والحج، وهنا قد حقق الشروط التي توجب الأجر والثواب،

فلم يتفرغ لقضاء حاجة، أو لأداء عمل ما، بل استثمر وقته في طاعة الله ورضوانه. وقد اجمع أهل العلم على ذلك، مشددين على فضلها، وكذلك على فضل صلاة الفجر في جماعة، حتى يجني ثمار الرّضا الرباني ويحقق الإيمان في قلبه.

فضل صلاة الشروق

روى مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ .

فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ .

وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ .

وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ .

وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ .

وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ .

ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ .

ويجزئُ ، من ذلك ، ركعتان يركعُهما من الضحى) ]صحيح مسلم]. صلاة نافلة تكفر الذنوب وتقرب العبد من ربه.

تسد النقص الحاصل في الفروض.

 

تحدثنا فى هذه المقالة عن تعريفات صلاتي الضحى والشروق وفضلهما وللمزيد زورو موقع لحظات

التالي
عبارات صباح الخير للجميع
السابق
ما عاصمه عمان ومعلومات عنها