دول جنوب أوروبا

كتابة: ايمان الصاوي - آخر تحديث: 16 فبراير 2024
دول جنوب أوروبا

دول جنوب أوروبا من علي موقع لحظات واتمني ان استمر في نشر كل المعلومات التي تدور حول هذه الدولة في جنوب اوروبا سنتحدث لكم في هذه المقالة عن دول جنوب أوروبا من علي موقعنا اكبر موقع في الشرق الاوسط  سننشر لكم كل هذا واكثر من علي هذا الموقع المتميز

قارة أوروبا

تعتبر قارة أوروبا واحدة من قارات العالم السبع، ويحدّ القارة من الجزء الشماليّ المحيط المتجمّد الشمالي، ويحدها من الجزء الغربي المحيط الأطلسي، أما من الجزء الشرقي والجنوبي والجنوبي الشرقي فيحدها البحر الأبيض المتوسط، وتقدّر مساحة القارة بحوالي 10.180 مليون كيلومتر مربّع، وبالتالي فإنها ثاني أصغر قارة من حيث المساحة، وتحتل قارة أوروبا المرتبة الثالثة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، حيث بلغ التعداد السكاني فيها حوالي 739,165,030 نسمة، وذلك حسب إحصائيّة عام 2011، وتضم القارة حوالي خمسين دولة، وتنقسم القارة إلى أربعة أجزاء أساسيّة؛ الجزء الأوّل هو الشرقيّ، والثاني هو الغربيّ، والثالث هو الجنوبي، والرابع هو الشمالي، وكل جزء من هذه الأجزاء يضم مجموعة من الدول، وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر على دول جنوب أوروبا.

دول جنوب أوروبا

تقسم أوروبا الجنوبية إلى عدة أقاليم، حيث إنّ كل إقليم من هذه الأقاليم يضم مجموعة من الدول، وفي ما يلي سوف نتعرف على هذه الأقاليم:

شبه جزيرة إيبيريا: تقع في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من قارة أوروبا، حيث يحدها من الجهة الجنوبية والجهة الشرقية البحر المتوسط، ومن الجهة الشماليّة والغربيّة المحيط الأطلسي، وتتصل مع القارة الأوروبيّة من الجزء الشمالي الشرقي، وتبلغ مساحتها حوالي 582 860 كيلومتراً مربعاً، ويضم هذا الإقليم كلّاً من:
إسبانيا بالإضافة إلى جزر البليار.
أندورا.
جبل طارق.
البرتغال بالإضافة إلى جزر ماديرا والأزور.
شبه الجزيرة الإيطاليّة: يقع هذا الإقليم في الجزء الجنوبي من قارة أوروبا، ويحدها من الجهة الغربية البحر التوريني، ومن الجهة الشرقية البحر الأدرياتيكي، أما من الجهة الجنوبية فيحدها البحر الأيوني، ويضم هذا الإقليم كلّاً من:
إيطاليا بالإضافة إلى سردينيا وصقليّة.
سان مارينو.
الفاتيكان.
شبه جزيرة البلقان: تقع البلقان في الجزء الجنوبي من قارة أوروبا في الجهة الشرقيّة من شبه الجزيرة الإيطالية، ويحدها من الجهة الجنوبية الغربية كلٌّ من البحر الأيوني والبحر الأدرياتيكي، ومن الجهة الجنوبية البحر الأبيض المتوسط، ومن الجهة الجنوبية الشرقية كل من بحر إيجه وبحر مرمرة، ومن الجهة الشرقية البحر الأسود، وتبلغ مساحة هذا الإقليم حوالي 504.884 كم2، أما التعداد السكاني لهذا الإقليم فيقدر بحوالي 49 مليون نسمة، ويضم إقليم البلقان كلّاً من المناطق التالية:
تركيا حيث تحتل نسبة 3% من مساحة البلاد أما الجزء المتبقّي فيقع في قارة آسيا.
ألبانيا.
البوسنة والهرسك.
بلغاريا.
كرواتيا.
اليونان.
كوسوفو.
الجبل الأسود.
مقدونيا.
صربيا.
هناك بعض الدول الأخرى المنفصلة لوحدها والتي لا تقع ضمن نطاق الأقاليم وهي كما يلي:
فرنسا.
موناكو.
قبرص.
مالطا.
سلوفينيا.
رومانيا.

أوروپا

أوروپا
المساحة 10,180,000 km2 (3,930,000 sq mi)[n]
السكان 742,452,000[n] (2013، 3)
كثافة سكانية 72.9/كم2
صفة المواطن أوروپي
بلدان 50 (و6 متنازع عليها) (قائمة البلدان)
اللغات قائمة اللغات
مناطق التوقيت UTC حتى UTC+6
انترنت TLD .eu (الاتحاد الأوروپي)
أكبر المدن

المناطق الكبرى في أوروپا
روسيا موسكو
تركيا إسطنبول
فرنسا باريس
المملكة المتحدة لندن
ألمانيا إسن-دوسلدورف
إسپانيا مدريد
إيطاليا ميلانو
روسيا سانت پطرسبورگ
إسپانيا برشلونة
ألمانيا برلين[1]

v t e

أوروپا Europe ( /ˈjʊərəp/ EWR-əp أو /ˈjɜrəp/ YUR-əp[2])، هي إحدى قارات العالم السبعة. مؤلفة شبه جزيرة أوراسيا في أقصى الغرب، يفصلها عن آسيا حواجز مائية متمثلة في بحر الأورال، بحر قزوين والبحر الأسود، وممرات مائية تصل بين البحر الأسود وبحر إيجة.[3]

يحدها المحيط المتجمد الشمالي من الشمال، المحيط الأطلسي من الغرب، البحر المتوسط من الجنوب، والبحر الأسود وممرات مائية تصل إلى الجنوب الشرقي.

أوروپا هي ثاني أصغر قارة في العالم من حيث مساحة السطح، إذ تغطي حوالي 10.180.000 كم² أو 2% من سطح الأرض وحوالي 6.8% من مساحة سطحها. من بين حوالي 50 بلد أوروپي، روسيا هي الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان، إذ تشغل ما يقارب 40% من مساحة القاهرة (بالرغم من أن أراضيها تمتد على قارتي أوروپا وآسيا)، بينما مدينة الڤاتيكان هي أصغر بلدان أوروپا. أوروپا هي أكثر القارات اكتظاظاً بالسكان بعد آسيا وأفريقيا، بإجمالي عدد سكان يبلغ 739-743 مليون نسمة أو حوالي 11% من سكان العالم.[4] أكثر العملات المستخدمة شيوعاً هي اليورو.

أوروپا ، وخاصة اليونان القديمة وروما القديمة، هي منشأ الثقافة الغربية.[5] لعبت أوروپا دوراً مهيمناً في الشؤون العالمية من القرن الخامس عشر فصاعداً، خاصة بعد بداية الفترة الاستعمارية. ما بين القرن 16 والقرن 20، سيطرت الدول الأوروپية لعصور مختلفة على الأمريكتين، معظم أفريقيا، أوقيانوسيا، وغالبية آسيا. الثورة الصناعية، والتي بدأت في بريطانيا العظمى عند بداية القرن الثامن عشر، أدت إلى تغير اقتصادي، ثقافي واجتماعي راديكالي في غرب أوروپا، وفي نهاية المطاف في العالم الأوسع.[6]

تركزت معظم الحربين العالميتين على أوروپا، وساهمت بشكل كبير في تراجع الهيمنة الأوروپية الغربية على الشؤون العالمية بحلول منتصف القرن العشرين بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي.[7] أثناء الحرب الباردة، انقسمت أوروپا على إمتداد الستار الحديدي بين الناتو في الغرب وحلف وارسو في الشرق. أدى التكامل الأوروپي إلى تأسيس مجلس أوروپا والاتحاد الأوروپي في غرب أوروپا، وتوسع كلاهما شرقاً منذ ثورة 1989 وسقوط الاتحاد السوڤيتي عام 1991. وقد تزايد نفوذ الاتحاد الأوروپي في الوقت الحاضر على الدول الأعضاء. الكثير من البلدان الأوروپية أعضاء في منطقة تشنگن، والتي ألغت الحدود وضوابط الهجرة بين الدول الأعضا

التعريف

للمزيد من المعلومات: قائمة البلدان التي تمتد لأكثر من قارة واحدة
للمزيد من المعلومات: حدود القارات

التسمية

يعتقد البعض أن اسم القارة مشتق من اسم الأميرة الفينيقية يوروبا التي كانت قد خطفت من قبل زيوس -إله السماء عند اليونان- على ظهر ثور وأخذت لجزيرة كريت حسب الميثولوجيا اليونانية. من بعد حادثة الخطف سميت اليونان باسم يوروبا وبحلول العام 500 ق.م. امتد المقصود من الكلمة ليشمل الأراضي الواقعة شمال اليونان.[8]

التاريخ

لم تكن اوروپا ما قبل التاريخ مهداً انطلق منه الإنسان وإنما جاءتها الهجرات البشرية من أفريقيا الشمالية خاصة، ومن جنوب غربي آسيا، ومن منطقة أوراسيا. ودلّت المكتشفات الأثرية على أن الإنسان الأول، من نوع الإنسان المنتصب (هومو إركتوس)، قد عاش في اوروپا منذ أكثر من مليون عام. ثم ظهر إنسان نياندرتال في بدء العصر الجليدي الأخير في ما بين 80.000 و35.000 سنة تقريباً. ومنذ نحو 40.000 سنة ظهر الإنسان العاقل، إنسان كرومانيون (موقع في فرنسا) أحد الرئيسات التي سبقت الإنسان الأوروبي الحالي. وتميزت هذه العصور باستخدام الإنسان للأدوات الحجرية على نطاق واسع، وقد عثر على بقاياها في مختلف أرجاء القارة الأوروبية.

وقد عاش سكان القارة في جماعات متنقلة تبعاً لمواسم جمع الثمار البرية وإمكانات الصيد. وشيئاً فشيئاً أخذت تقنية الأدوات تتطور وتتكامل.

وحدثت في هذه المرحلة تحولات مهمة في نظام حياة السكان، بعد أن ازدادت برودة المناخ ولجأ الناس إلى استخدام المغاور وطوَّروا قدراتهم على كل صعيد.

ومع بداية العصر الحجري القديم الأعلى، منذ نحو 40 ألف سنة بدت أوائل مظاهر الفن الإنساني التي تطورت فيما بعد، كما دلت عليها مكتشفات مواقع لاسكو وألتاميرا.

وفي نحو منتصف الألف السادس قبل الميلاد حصل تطور جذري حين عرف الإنسان في غربي اوروپا وجنوب شرقيها ممارسة الزراعة وتربية الحيوانات.

وقد مهد هذا التطور المبكر لظهور الحضارات التي أدت إلى بدء الاستقرار وظهور القرى في أشكالها الأولى. واستمر هذا العصر حتى نحو مطلع الألف الثالث ق.م، واستمرت فيه عملية التطور الحضاري على المستويات كلها، حتى بدء العصر الحجري النحاسي، بين نحو 3000 و 2000 ق.م، وعلى امتداد العصر البرونزي بين نحو 2000 و 1000 سنة ق.م. ثم دخلت اوروپا فيما بعد في عصر الحديد وظهرت حضارات غنية، واسعة الانتشار (حضارات هالشتات ولاتين والأتروسكيين) التي كانت نواة قيام المدن الأوربية الأولى وبداية العصور التاريخية.

اليونان (الإغريق)

انتسب اليونان بمجموعهم إلى هيلين (ابن دوكاليون من زوجته بيرا كما في الأساطير اليونانية) فأطلق عليهم اسم الهلينيين وأطلق على بلادهم اسم الهيلاس أو الهيلاد.

ولا يعرف على وجه التحقيق المكان الذي هاجر منه أوائل اليونان ولا الوقت الذي استوطنوا فيه تلك البلاد.

وترجح معظم الدراسات الحديثة انتساب أوائل الإغريق إلى الأقوام الهندية الأوربية التي تسربت من مناطق متعددة من حوض الدانوب إلى بلاد اليونان، منذ أوائل القرن العشرين قبل الميلاد على شكل هجرات استهلتها القبائل الآخية، ثم تلتها القبائل الأيولية والإيونية التي اختلطت بسكان البلاد الأصليين وتمازجت حضارة الطرفين هناك.

على أن آخر الهجرات الكبرى وأهمها هي هجرة الدوريين Dorians التي تمت في أواخر القرن الثاني عشر ق.م إذ شجعت حالة الآخيين (الموكينيين) الضعيفة القبائل الدورية على مهاجمة بلاد اليونان واكتساحها.

وبدأت الأوضاع تستقر هناك بعد قرنين من الزمن، واختلط الفاتحون بالسكان الأصليين فنشأ لذلك جيل جديد تمكن من مدِّ سيطرته إلى شواطئ آسيا الصغرى وإيطالية وصقلية وشمالي إفريقية.

وإبّان القرون التالية توحّدت مجموعات من تلك القبائل وكوّنت نوعاً جديداً من التكتل السياسي المستقل ومعناه الحرفي (الإسكان المشترك).

وكانت كل وحدة من هذه الوحدات تسمى «بوليس» Polis المدينة ـ الدولة. وبلغت الحضارة اليونانية أوج عظمتها إبان القرنين الخامس والرابع ق.م مع بروز مدينتي إسبرطة وأثينا ومدن أخرى لاتقل عنهما قوةً ونفوذاً.

وقد انتشرت فكرة الديمقراطية في هذه المرحلة كما ازدهر الفن والعلم وبرزت أثينة مركزاً ثقافياً للعالم القديم.

إلا أن بلاد اليونان خاضت في الوقت نفسه تقريباً حروباً طويلةً فيما بينها ومع أعداء خارجيين، ومع أن أثينا وحليفاتها هزمت القوات الفارسية الغازية من الشرق فإن الحروب الداخلية بين المدن الإغريقية نفسها أدت إلى انهيار قوة الإغريق السياسية.

وظل العالم اليوناني مُجَزَّأً إلى عددٍ كبيرٍ من الكيانات السياسية، إضافة إلى نشوب ثورات شعبية داخلية في معظم مدن اليونان وازدياد أعداد طبقة العبيد وتناقص أعداد الأحرار المنوطة بهم فقط مهمة الحروب والدفاع، عدا فتور الروح الوطنية وضعف الروح القومية الكفيلة بتكوين قومية تشمل دول المدن اليونانية جميعها.

وفي تلك الأثناء كان الفرس يثبّتون سيطرتهم على سواحل آسيا الصغرى ويتدخلون في الأمور الداخلية للمدن اليونانية، كما كانت قوة دولة مقدونيا التي تبوأ عرشها الملك فيليپ الثاني سنة 360 ق.م. آخذة بالازدياد.

وفي عام 336 ق.م.

أَصْبَحَ الإسكندر الكبير ملكاً لمقدونيا واستطاع أَنْ يوحّد بلاد اليونان تحت سلطته، ويقود الجيوش الإغريقية في مواطن الامبراطورية الفارسية، وتمكن من القضاء عليها، ومن ثم تابع حروبه نحو الشرق حتى بلغ حدود الهند. وأقام نظاماً ملكياً تبوأ هو سدته وكان مولعاً بالثقافة الهلّينية فعمل على نشرها في أرجاء امبراطوريته الواسعة.

ضعفت الامبراطورية المقدونية بعد موت الاسكندر الكبير وهو في شرخ الشباب في سنة 323 ق.م.

وتقاسم قادته الامبراطورية فيما بينهم بعد وفاته فأسس سلوقس دولة السلوقيين في فارس وبلاد الرافدين وآسيا الصغرى وبلاد الشام، وأسس بطلميوس دولة البطالمة في مصر، وأسس آنتيگونوس دولته في مقدونية وماتبعها من بلاد اليونان.

وقد لاقى العلم في المرحلة الهلّنستية تشجيعاً كبيراً حتى غدت المدن الهلّنستية الاسكندرية وأنطاكية وبرغامة مراكز إشعاع علمي.

حيث أُنشئت فيها مكتبات ومتاحف كثيرة وجرت مبادلات فكرية وتعليمية بينها.

وقد ظلت الامبراطورية التي رسم حدودها الاسكندر ممزقة على تلك الحال حتى جاء الرومان وقضوا على ممالكها الواحدة تلو الأخرى.

الرومان

نشأت روما في منتصف القرن الثامن ق.م من اتحاد سبع قرى فوق سبعة تلال على ضفة نهر التيبر الذي يخترق سهل اللاتيوم.

وكان السابينيون يسكنون أربعاً من تلك القرى ويسكن القرى الثلاث الأخرى اللاتينيون.

وفي القرن السابع ق.م سيطر الإتروسكيون الذين قدموا على الأرجح من منطقة ليدية في آسيا الصغرى، على مناطق واسعة من إيطاليا وأقاموا دولاً صغيرةً في إترورية وأسسوا عدة مدن وتمكنوا من التوسع والسيطرة على سهل اللاتيوم ومدينة رومة وتابعوا تقدمهم جنوباً إلى أن اصطدموا باليونانيين، الذين كانوا قد أسسوا مستعمرات في تلك المناطق.

وتحالف الأتروسكيون مع القرطاجيين فانتصروا على اليونانيين في معركة بحرية سنة 535ق.م وأجلوهم عن بعض المناطق.

وكذلك سيطر الأتروسكيون على منطقة سهل البو في شمالي إيطالية، وبذلك أصبحت مناطق واسعة في إيطالية خاضعة لسيطرتهم في القرن السادس ق.م.

إلا أن اللاتين تمكنوا من طرد الأتروسكيين من منطقة رومة وسهل اللاتيوم في سنة 509 ق.م. ثم شرعت روما تمدّ سيطرتها على وسط شبه الجزيرة الإيطالية، ولكنها تعرضت لمقاومة تحالف المدن اللاتينية في سهل لاتيوم، ودار الصراع طويلاً في حروب عرفت باسم الحروب اللاتينية خرجت منها رومة منتصرة.

واستطاع الرومان أن يردوا عن البلاد غزوات الغاليين ويسيطروا على شمالي إيطالية، وهاجموا المستعمرات اليونانية في جنوبي إيطالية وصقلية وأخضعوا المنطقة لسيطرتهم، وبذلك استطاعت رومة أن توحد إيطالية كلها تحت زعامتها، وبدأت بعد ذلك بتنفيذ مشروعها التوسعي، فاصطدمت بدولة قرطاجة التي أسسها الفينيقيون في شمالي إفريقية (قرب تونس الحالية).

واستطاع الرومان أن يُخْضِعُوا قرطاجة ويسيطروا على الحوض الغربي للبحر المتوسط سيطرة تامة في نهاية الحروب البونية الثانية (218-201ق.م).

ثم توجهت جيوشهم نحو الشرق فاستولت على مقدونيا وبلاد اليونان وآسيا الصغرى وقضت على دولة السلوقيين والبطالمة.

انتشار المسيحية

ظهرت المسيحية في فلسطين التي كانت تحت ظل حكم الامبراطورية الرومانية، ثم أخذت تنتشر انتشاراً حثيثاً فلم ينته القرن الأول إلا وكانت كل ولاية رومانية من الولايات المطلة على البحر المتوسط تضم جالية مسيحية، بل إن المسيحيين كونوا جالية ذات شأن في رومة نفسها منذ وقت مبكر. وظل الرومان يضطهدون المسيحيين الأوائل حتى مطلع القرن الرابع الميلادي، حين منح الامبراطور قسطنطين الأول الكبير المسيحيين حرية العقيدة. وفي أواخر القرن نفسه أصبحت المسيحية الدين الرسمي للامبراطورية.

علماً أن ضعف الامبراطورية الرومانية أخذ يتضح في القرن الثالث إذ انعدم النظام وتحكمت القوات العسكرية في عزل الأباطرة وتنصيبهم، بعد أن كان الجيش خادماً مخلصاً للامبراطور. وتفاقمت المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية في الداخل، واشتد خطر الجرمان والفرس وضغطهم على حدود الامبراطورية في الخارج.

ومع أن الامبراطور قسطنطين الكبير استطاع توحيد الامبراطورية الرومانية مرة أخرى، فقد انقسمت الامبراطورية في عام 395 انقساماً نهائياً إلى امبراطوريتين شرقية عاصمتها القسطنطينية، وغربية عاصمتها رومة.

الجرمان

قدمت الشعوب الجرمانية من شبه جزيرة اسكندناڤية في شمالي اوروپا إلى أواسطها نحو سنة 1000 ق.م.، واستوطنت أقاليم في حوض الراين والدانوب على طول الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للامبراطورية الرومانية في القرن الثالث الميلادي. وقد تبنى بعض الجرمان حضارة جيرانهم الرومان وتعلموا زراعة الأرض واعتنقوا المسيحية.

لكن معظم الجرمان كان شعباً «همجاً» عاش أساساً على الصيد وعلى الزراعة البدائية في مستوى حضاري متدنٍ لذا أطلق عليهم الرومان لقب «البرابرة».

ولما غزا الهون الذين جاؤوا من أواسط آسيا القبائلَ الجرمانية في أواخر القرن الرابع الميلادي وإبان القرن الخامس الميلادي، تمكنوا من طردها إلى أطراف الامبراطورية الرومانية الغربية.

وكانت الامبراطورية الرومانية آنذاك قد فقدت الكثير من قوتها ولم يعد بمقدور جيوشها الدفاع عن حدودها الطويلة مما أدى إلى تمزق هذه الامبراطورية وسقوطها بأيدي البرابرة الجرمان.

فقد احتل القوط الغربيون والبورگنديون والسويفي (السوابيون) إسپانيا وجزءاً من گاليا.

واحتل الآلان والفاندال (الوندال) شمالي إفريقية وسيطروا على حوض المتوسط الغربي ثم أغاروا على رومة نحو سنة 455.

وطرد الكلتيون (السلتيون) القوات الرومانية من بريطانية التي تعرضت لغزو قبائل الأنگلز والسكسون في منتصف القرن الخامس. كما غزت الفرنجة (الفرانكيون) شمال غالية (فرنسة) وأسست فيها مملكة فرنجية في أواخر القرن الخامس.

وتمرد الجنود البرابرة بقيادة زعيمهم الجرماني أودوأكر في عام 476 وتمكنوا من عزل الامبراطور رومولوس أغسطولس وإسقاط العرش الروماني.

وقد استقر السلاف Slaves في شرقي اوروپا وعاشوا مع الرومان بسلام في الوقت الذي نزحت فيه القبائل الجرمانية إلى غربي اوروپا.

العصور الوسطى

كان سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي بوابة لكثير من التغيرات في القارة كان أبرزها ما حدث إبان عصر الهجرات.

عانت اوروپا كثيرا في المعيشة في العصور المظلمة.

يمتد تاريخ العصور الوسطى من سقوط الامبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس الميلادي حتى القرن السادس عشرالميلادي

. فاختفت الحكومات القوية التي أسسها الجرمان في العصور الوسطى المبكرة، وحلت محلها ممالك متعددة، وتراجعت التجارة الأوربية، فانصرف الناس إلى الزراعة، وقُسم معظم اوروپا الغربية في القرن التاسع إلى إقطاعيات كبيرة من الأرض (الضياع) وأصبحت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية القوة الحضارية الرئيسة التي قادت اوروپا دينياً وسياسياً وألقت بظلها على الفنون والعلوم.

كانت مملكة الفرنجة هي المملكة الجرمانية الوحيدة التي كتب لها البقاء والاستمرار، إذ حلت تدريجياً محل الامبراطورية الرومانية الغربية.

ويعد كلوديون أقدم ملوك الفرنجة، ثمَّ تولى العرش بعده ميروفتش ـ الذي اشتق من اسمه اسم الأسرة الميروفنجية التي حكمت غالية حتى عام 751 ـ ثم خلفه شيلدريك (457 (457-481).

ويُعد اعتلاء حفيده كلوڤيس العرش (481-511) نقطة مهمة في التاريخ الأوربي الغربي.

وبعد موته انقسمت الدولة الفرنجية الميروفنجية إلى ثلاث ممالك.

ودب الضعف في أوصال هذه المملكة وتزايد نفوذ رؤساء البلاط، أمراء القصر وتدخلهم في شؤونها.

وكانت أسرة بيبان قد تمكنت من منصب رئيس البلاط منذ أوائل القرن السابع، وحولت هذا المنصب إلى منصب وراثي لأفرادها.

وفي عام 687 تمكن پيپن الثاني هريستال من جمع رئاسة البلاط في مملكتين منهما (نوسترية وأسترازية) مع بقاء الميروفنجيين على رأسي المملكتين اسمياً.

وبعد وفاته عام 714 أصبح ابنه شارل مارتل رئيساً للبلاط في الممالك الفرنجية الثلاث.

ومع أن شارل مارتل تمكن من صد العرب المسلمين ومنعهم من فتح غالية في معركة بلاط الشهداء (بواتيه) عام 732 واكتسابه لقب «حامي اوروپا»، فإنه لم يتمكن من اعتلاء العرش الفرنجي، في حين استطاع ابنه بيبان القصير عزل آخر ملوك الأسرة الميروفنجية، واعتلاء عرش المملكة الفرنجية، وبذلك انتهى حكم الأسرة الميروفنجية وانتقلت السلطة إلى الأسرة الكارولنجية.

وقد قامت علاقات دبلوماسية ودية بين الخلافة العباسية في بغداد في عهد الخليفة المنصور وبين بيبان القصير هذا. وخلف بيبان القصير ابنه شارلمان الذي حكم في ذروة قوته الغرب الأوربي كله ماعدا الجزر البريطانية وإيطالية وصقلية.

وعمل شارلمان على حماية الكنيسة ومصالحها وعلى الحفاظ على وحدة الشعب الأوربي داخل الكنيسة، وأسس مدرسة في قصره في عاصمته إكس لاشابيل (آخن).

وأظهر اهتماماً كبيراً بالتعليم. وكانت علاقة شارلمان بالخليفة العباسي هارون الرشيد ودية وحسنة.

احتفل شارلمان قبل وفاته سنة 814 بتتويج ابنه لويس التقي، الذي خلفه في حكم الامبراطورية حتى سنة 840.

وقسم لويس التقي المملكة بين أولاده، الذين تنازعوا فيما بينهم وحدثت حرب أهلية استمرت حتى عام 843، حين اجتمع أبناء لويس التقي في مدينة فردان، وعقدوا معاهدة قُسمت بموجبها الامبراطورية إلى ثلاث ممالك مستقلة، صارت لاحقاً دولاً مستقلة، هي فرنسا وإيطالية وألمانية.

وقد تعرضت أراضي الامبراطورية المجزأة في هذه المرحلة إلى موجات فَتْح قادها المسلمون من الأندلس وغزوات خارجية شنها المجر والڤايكنگ. وفي أواخر القرن التاسع الميلادي لم يبق للامبراطورية الكارولنجية وجود.

ومن الملاحظ أن اوروپا عانت الفقر وقلة السكان في الحقبة الواقعة مابين القرنين الخامس والعاشر الميلاديين، لقلة المساحات المزروعة بسبب كثافة الغابات ولوجود المستنقعات، كما أدت الأمراض والمجاعات والحروب وانخفاض معدل المواليد إلى عدم زيادة السكان.

وسيطر على اوروپا في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين شكل من الحكم عرف بالنظام الإقطاعي فقد أصبح المئات من المقطَعين الأرضَ التابعين، من حَمَلة الألقاب والنبلاء مثل أمير أو بارون أو كونت ـ حكاماً مستقلين في إقطاعاتهم الخاصة، وضعفت بالمقابل سلطة معظم الملوك في ممالكهم. وتمتع النبلاء بسلطات سياسية واقتصادية وعسكرية وقضائية ولم يعد الملك في فرنسة يحكم سوى منطقة صغيرة قريبة من باريس في حين قسمت بقية فرنسة إلى إقطاعات.

وأصبحت إنكلترة في عهد وليم الفاتح (1066-1087) أقوى إقطاعية في اوروپا.

وفي القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين أتاح الحكم الإقطاعي القوي للحكام فرصة إقامة حكومات مركزية قوية في كل من فرنسة وإنكلترة. أما في ألمانية وإيطالية فقد استمر النزاع بين الدوقات الأقوياء والملوك مئات السنين.

وقد حقق اوتو الأول ملك بافاريا السيطرة على الدوقات الآخرين وتمكن في القرن العاشر الميلادي من ضم أراض جديدة إلى دولته، وبسط نفوذه على النصف الشمالي من شبه الجزيرة الإيطالية.

وبتتويج أوتو الأول في عام 962 بمباركة البابا وُضعت اللبنة الأولى لما عرف فيما بعد بالامبراطورية المقدسة. إلا أن هذه الامبراطورية كانت صغيرة وضعيفة شملت ألمانيا وإيطاليا الشمالية فقط. وقد تعرضت مرات كثيرة للانقسام نزاعاً على السلطة بين البابوية والأباطرة من جهة، ونزوعاً من الأمراء وأصحاب الإقطاعات إلى الاستقلال والسلطة من جهة ثانية.

في بداية القرن الحادي عشر الميلادي قدَّم اللوردات مساعدات عسكرية أسهمت في إرساء قواعد الأمن والسلام إذ تمكن عدد من النبلاء الأكفياء في هذا القرن من إقامة حكومات قوية في ظل النظام الإقطاعي فتحسنت الأحوال الاقتصادية بتحسن نظام الحكم، وأخذ التجار مجدداً يسلكون الطرق البرية والمائية القديمة في اوروپا، كما نشأت المدن على طول الطرق الرئيسة للتجارة واستقر التجار والحرفيون تدريجياً في المدن، حيث بدؤوا النشاط الصناعي. وتزايد سكان اوروپا منذ تلك المرحلة، وارتحل عدد كبير منهم إلى المدن بحثاً عن العمل.

وبعد استقرار التجار والحرفيين في المدن أسسوا تنظيمات أطلق عليها اسم النقابات، ولاتصال الفلاحين بالعرب المسلمين في الأندلس وصقلية وإبان الحروب الصليبية، فقد تعلموا أساليب جديدة أفضل من أساليبهم وأنتجوا مواد غذائية أكثر كميةً وتنوعاً لتتناسب مع النمو السكاني. وبدأ الفلاحون باستصلاح الأراضي من أجل زراعتها.

وكانت الحروب الصليبية قد شجعت التجارة مع المشرق العربي. وقد بنى الإيطاليون في كل من جنوة وبيزا والبندقية أساطيل ضخمة من السفن لحمل سلع التجار عبر المتوسط إلى المراكز التجارية في كل من إسبانية وشمالي إفريقية والمشرق العربي.

ولم يقتصر نشاط التجار على نقل سلعهم فحسب وإنما تبادلوا أيضاً الأفكار حول الطرائق الجديدة المتعلقة بالزراعة والصناعات الحديثة والأحداث السياسية التي تقع في بلدانهم.

وأدى الانتعاش الاقتصادي إلى تغييرات مهمة وكثيرة في التنظيم الاجتماعي والسياسي لاوروپا، فقد أخذ النظام الإقطاعي بالانحسار لقلة اعتماد السكان على الأرض، ونزح معظم الفلاحين من الأرياف إلى المدن، كما اشترى فلاحون آخرون حريتهم بالمال الذي جمعوه ببيعهم المواد الغذائية لسكان المدن.

وأصبح بمقدور الملوك الإنفاق على حملاتهم العسكرية من أموالهم الخاصة بدلاً من منح الإقطاعات المعهودة قبل تلك الحقبة، مما أدى إلى ازدياد قوة الملوك الذين أصبحوا قادرين على إجبار الإقطاعيين على الخضوع لسلطانهم.

وقد سخر التعليم والفن لتعزيز سلطة الكنيسة في المدة الواقعة مابين القرن الحادي عشر والقرن الثالث عشر الميلاديين، وأسهم الأمراء والعمال بالأموال لبناء الكاتدرائيات.

وللاحتكاك المتزايد بالحضارة العربية الإسلامية والبيزنطية توفر للأوربيين قدر طيب من المعارف المتنوعة.

وفي مطلع القرن الرابع عشر الميلادي أدت الحروب والأمراض والمشكلات الاقتصادية إلى تمزيق اوروپا الغربية، فقد نتج عن انهيار النظام الإقطاعي اندلاع الحروب الأهلية في غالبية أرجاء اوروپا، إذ ثار الفلاحون على الأمراء الإقطاعيين وثار العمال في المدن على البرجوازيين وأصحاب الأموال الذين أبقوهم فقراء بلا حول ولا قوة.

وقد عاقت حرب المئة عام (1337-1453) بين إنگلترة وفرنسا التجارة واستنفدت اقتصاد الأمتين.

وحدثت حروب داخلية في إيطاليا لانقسامها، ونشبت الحرب الليتوانية الروسية في الشمال وحرب البولنديين مع الفرسان التيوتون في الوقت الذي كانت فيه الامبراطورية البيزنطية وشرقي اوروپا يتعرضان لضربات الأتراك العثمانيين، وفي مرحلة ضعفت فيها الامبراطورية الجرمانية المقدسة فلم تعد قادرة على المواجهة.

لقد عاشت اوروپا في القرن الرابع عشر وجزء من القرن الخامس عشر أزمات عنيفة هزت بناها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

وولدت لدى نخبتها الثقافية ذلك القلق الفكري الذي دفعها نحو البحث المثمر عن مخرج من تلك الأزمات. واتضح في أثناء تلك الأزمات مفهوم الدولة الحديثة، وتفتح الوعي الإنساني وتراجع النظام الإقطاعي وتدعمت البرجوازية.

وجاءت ردود الفعل الأوربية على تلك التحديات غنية ومثمرة، وقد تجلى ذلك بوضوح في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي إذ حدثت تطورات اقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة ومهمة واختفت الفروسية وبدأت مظاهر النبالة الإقطاعية بالتلاشي تدريجياً لتحل محلها الطبقة البرجوازية.

التالي
كيف تصنع مكيف هواء بسيط
السابق
ادعية ابطال السحر والحسد مكتوبة