اسلاميات

كيف نعبر عن حبنا للرسول

رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو الإنسان ذو الخلق القويم الذي يتبع أوامر الله تعالى وينتهي عن كل شيء نهى الله تعالى عنه وهو من نزل عليه الوحي في غار حراء حيث أنزل الله تعالى القرآن الكريم عليه إضافة إلى ذلك فالله تعالى قد وصفه بأن خلقه عظيم فقد قال تعالى: ” وإنك لعلى خلق عظيم ” كيف نعبر عن حبنا للرسول علية الصلاة والسلام وهذا ما نتحدث عنة في هذة المقالة .

محبة الرسول علية الصلاة والسلام

محبة رسولنا وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ليس لها مثيل، فمحبته تفوق محبة النفس والأهل والدنيا بما فيها، فاللسان يعجز عن الحديث عن هذا الرجل العظيم

 

لأنّه لا يوجد له مثيل في هذا الكون، فهو منزّه من أي نقص أو عيب أو خطأ، نحبه ونشتاق لصحبته بالرغم من عدم رؤيتنا له، فكيف لو رأيناه أمامنا وعشنا في كنفه؟ فهو الشفيع لنا يوم القيامة وهو الذي يطلب لنا الرحمة من رب العباد عز وجل

 

تحمل الكثير من الأذى والصعاب، في سبيل نشر دين الحق في كافة أرجاء الأرض، فمحبته مقترنة بمحبة الخالق عزّ وجلّ، فرسولنا وقدوتنا سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم الصادق الأمين

 

فصفات وأخلاقه تساعدنا على التأمل والتدبر في عظمته، ومحبة الرسول الكريم لا تكون بالقول، بل يجب أن تقترن هذه المحبة بالفعل والإقتداء بكل أمر كان يقوم به

 

ولزيادة محبة رسولنا في قلوبنا، يجب علينا السعي وبذل الجهد في القيام بكل فعل يقربنا إلى محبته، والفوز بصحبته يوم القيامة.

خطوات محبة الرسول

هناك الكثير من العلامات التي تدل على المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي:

 

الطاعة الكاملة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والالتزام بكل ما جاء به، وتجنّب الأمور التي نهانا عنها، فطاعة الرسول من أهم القواعد التي تبنى عليها محّبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

 

الدفاع والغيرة على رسول الله وعلى ديننا الحنيف، والتصدي لكلّ من تسوّل له نفسه بالتطاول على سيّدنا وحبيبنا محمد، والقيام بكافة الوسائل والأساليب للدفاع عنه.

 

تمني رؤية النبي صلّى الله عليه وسلّم والتشوق له، وأخذ العبرة من الصحابة الذي عاصروا رسولنا الكريم، ورؤية مدى حبهم وتعلّقهم وشوقهم لروية الرسول الكريم والاجتماع معه يوم القيامة، فعندما يستشعر المسلم بعظمة رسولنا الكريم، تزيد المحبة في قلبه.

 

ترطيب اللسان بذكر الصلاة على سيدنا محمد، بتكثير الصلاة عليه ليلاً ونهاراً، فالصلاة عليه من أجمل الكلمات التي يمكن أن ينطق بها الإنسان، فذكره يريح القلب ويهدي النفوس، ويشعر الإنسان بالأمان والطمأنينة، والاستشعار بقربه منا خاصة في حالات الضيق والحزن.

 

محبة كل شئ يحبه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيجب علينا أن نحب أهل بيته، والأماكن التي يحبّها رسول الله، والكلام والأكل والملبس والطعام وأدق التفاصيل التي كان يحبها رسولنا الحبيب.

 

اتّباع سنّته بحذافيرها وتطبيقها في كل شؤون حياتنا، والتمعن والتدبر في سيرته المطهرة

 

ومعرفة كل ما يتعلّق به من غزوات ومعارك ضد المشركين لنصرة الدين الإسلامي، ونهجه في الحياة وتعامله وحبه لأهله وأصاحبه، وإغاثة المحتاجين والمساكين، ونصرة المظلومين وتحصيل حقوقهم.

من هو حب رسول الله

من هو الصحابي الجليل الذي لقبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بـ “حب رسول الله”، وما هو نسبه ونشأته، وهل ذكره الله في القرآن الكريم، وهل له قصة معروفة؟، كلّ هذا الأسئلة وغيرها سنتعرف على إجاباتها -إن شاء الله- في هذا المقال.

 

حب رسول الله هو الصحابي الكريم “زيد بن حارثة”، وهو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكره صراحة في القرآن الكريم، فلا تجد في القرآن الكريم كلّه اسماً لصحابي غير زيد، قال الله تعالى: ((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا)).

 

نسبه ونشأته هو الصحابي الجليل مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي القضاعي.

 

الخلاف عليه يذكر بأنّ أم زيد كانت قد ذهبت إلى أهلها لتزورهم، وبينما هي هناك أغارت عليهم خيل، فسرقوا ما سرقوه، وسبو ما سبوه، وكان من بينهم أم زيد، ثم قاموا بعرضها للبيع في سوق للعبيد، فاشتراه حكيم بن حزّام

 

ثم اهداه إلى عمته خديجة بنت خويلد، وقامت خديجة بوهبه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، ثم لبث عنده مدة، ثم جاء عمّه وأبوه يرغبان في فدائه، فقال إنّ الأمر يعود للفتى إن أراد رجوعًا رجع، وإن أراد بقاءًا بقي، خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء”

 

وعندما خيروا زيدًا أن يعود مع أبوه أو يبقى مولى عند رسول الله، فاختار زيد البقاء مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا قبل النبوة، فتعجب أبوه واستنكر عليه هذا، أيعقل أن يختار العبودية عند شخص على العودة مع أبوه إلى منزلهم

 

فقال زيد: والله لم أرى من محمد شيء يزعجني قط، فأخذه سيدنا محمد عليه السلام إلى حجر الكعبة وأعلن أنّه قد تبنّاه؛ تخفيفًا لما في نفوس والده، وقال” يا معشر قريش اشهدوا أنّه ابني يرثني وأرثه”، وأصبح يقال له زيد بن محمد، إلى أن جاء الإسلام بتحريم التبني فعاد اسمه كما كان، قال تعالى: “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”.

 

ولهذا فقد كان لزيد بن حارثة في قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبًا كبيرًا وشديدًا، ولكن بعد أن فقد نسبه لرسول الله وطلاقه لزينب بنت جحش، أراد الله أن يعوض زيدًا عن ذلك خيرًا وأن يخفف عنه، فأكرمه بذكر اسمه دون أحد من الصحابة وقال: “فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا‏” استشهاد زيد استشهد زيد في خلال معركة مؤتة من العام 8 هجري، فقد خرج الجيش إلى منطقة مؤتة في الشام لملاقاة الروم، ولإدراك الرسول -صلى الله عليه وسلم- أهمية المعركة، قام باختيار ثلاث جنود شجعان، فرسان في النهار رهبانًا في الليل

 

وقال عند وداع الجيش: “عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة “، واستشهد -رضي الله عنه- في المعركة، واستشهد جميع القادة الثلاثة، فأمسك خالد بن الوليد بزمام الأمور وقام بحيلة بسيطة أربكت جيش الأعداء ومكنته بالانسحاب بالجيش بأمان.

 

حزن الرسول على زيد حزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على زيد حزن شديدًا حتّى أنّه بكى لذلك فقيل له: ما هذا يا رسول الله؟، فقال: “شوق الحبيب إلى حبيبه”.

 

رحم الله زيدًا رضي الله عنه وألحقنا به في الفردوس الأعلى، وجمعنا به والأنبياء والرسول والصحابة أجمعين في الفردوس الأعلى وحول حوض النبي إنّه وليّ هذا والقادر عليه.

كيفية حب الرسول

نبيّنا الكريم “محمّد صلّى الله عليه وسلّم” أشرف الخلق وأكرم النّاس وأطهرهم، هو حبيب الله وحبيب الصحابة وحبيب المسلمين أجمعين.

 

تشتاق نفوسنا لرؤياه وشفاعته وحبّه صلوات الله عليه. إنّ حبّه شعبة من شعب الإيمان ومن أرفع الواجبات الإسلاميّة التي يجب أن يتحلّى بها المسلمون.

 

إنّ حب الرسول “صلّى الله عليه وسلّم” الذي أرسله الله جلّ وعلا للبشرية جميعاً وأيّده الله بمعجزة القرآن أمر واجب علينا، ولا يكتمل إيماننا إلا به.

 

فنحن يجب أن نحب رسولنا الكريم لأنّه حبيب الله سبحانه وتعالى، ولأنّه يحبّنا ويخاف علينا، وهو شفعينا يوم القيامة، وهو صاحب الأخلاق الرفيعة وقدوتنا في كلّ أمور حياتنا، وبمحبته والإلتزام بعلامات حبّه نكون قد أتممنا أهمّ علامات الإيمان.

 

ولحبّ الرسول علامات وطرق لإثبات حبنا له، علينا الإلتزام بها حتّى نكون ملتزمين بحبه – صلوات الله عليه – .

 

ومن علامات حبّ الرسول طاعته وإتباع سنّته وإرشاداته، وهذه أوّل علامات حبّه صلّى الله عليه وسلّم، يقول سبحانه وتعالى: “… وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاً” (سورة الأحزاب: 71).

 

أمّا العلامة الثانية من علامات حبّنا لرسولنا الكريم فهي غيرتنا على ديننا وفدائه، والشعور بالغضب والحزن عند إنتهاك حرمات الله وحرمات الدين، والغيرة على رسولنا الكريم بدفاعنا عنه ونحر الأعداء عن شتمه أو سبّه أو التقليل من قيمة هذا الرسول الطاهر.

 

كما وعلينا أن نعظمّه ونوقرّه وأن لا نستهين بسننه أبداً. ومن علامات حبّنا له أيضاً ان نكثر من الصلاة عليه، وأن نكثر من ذكره، حيث أنّ الصلاة على النبي لها فضل كبير وتقرّبنا من الرسول وتزيد من حبّه لنا.

 

ومن علامات حبّه أيضاً حب كلّ ما يتعلق بالرسول نفسه، وحبّ كلّ ما يحبه أيضاً.

 

ويكون ذلك بحبّ طعامه وشرابه المفضل، وحب الأماكن والأزمان التي تواجد فيها، وحب الصحابة وأهله الذين كانوا يحبهم.

 

كما أنّ التخلّق والتحلّي بأخلاق الرسول وسيرته وطريقته وإتخاذه أسوة حسنة في كلّ أمور حياتنا، يقول سبحانه وتعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” (سورة الأحزاب: 21)، فعلينا أن نهتدي بالرسول بكلّ أفعاله وبكل تفاصيل سيرة حياته، سواء أكان في طعامه وشرابه ونومه ومعاملاته وأخلاقه.

 

ومن علامات حبّنا لرسولنا الكريم أيضاً حرصنا على معرفة كل أخباره وكل تفاصيل حياته وسيرته والإتعاظ منها، ومطالعة الكتب التي تتناول حياته وسننه وأحاديثه، ومن أجمل الكتب التي من الممكن أن نعرف منها الكثير عن حياة رسولنا الكريم كتاب “الرحيق المختوم” وكتاب “وقفات تربوية في السيرة النبوية”، وغيرها الكثير من الكتب الإسلاميّة.

 

كما علينا أن نحرص على أن نحدّث أبناءنا عن هذا الرسول الكريم الأميّ اليتيم، وأن نخبرهم بقصص حياته، حتّى تكون حياته نهجاً لنا في تربية أبنائنا.

لكل ما هو جديد زورو موقع لحظات .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock