محافظة الشرقية في سلطنة عمان

كتابة: maha - آخر تحديث: 16 فبراير 2024
محافظة الشرقية في سلطنة عمان

محافظة شمال الشرقية تعرف أنها من أحدي المحافظات التابعة لعمان , وتمثل الواجهة الشمالية الشرقية لسلطنة عمان المطلة علي العرب من الشرق , وتتكون من 6ولايات , وتتميز محافظة شمال الشرقية بأنها غنية بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة والجميلة , وتشمل الجانب الداخل لجبال الحجر الشرقي , ويتزايد عدد الزوار سنويا بسبب رغبتهم في الاستمتاع بالشاطئ البحري في رأس الحد بولاية صور حيث يتابعون خروج السلاحف على رمال الشاطئ ووضعها للبيوض. كما تتمع تلك الشواطئ بجاذبية خاصة نظراً لما تتمته به من جمال فطري خلاب.

ولايات المحافظة

تحتوي محافظة شمال الشرقية بسلطنة عمان علي 6 ولايات وهي كالأتي :-

1- ولاية إبراء :- تعتبر هذه الولاية المركز الأساسي للمحافظة ، و ذلك راجعاً إلى كونها تبعد عن مسقط العاصمة العمانية مسافة قدرها مائة ، و سبعة ، و أربعين كيلو متراً بينما يبلغ تعداد سكانها ما عدده حوالي أربعة ، و عشرين ألف ، و ستمائة ، و تسعةً عشر نسمة ، و هي ولاية زراعية من الدرجة الأولى .

إذ تشتهر بكثرة الأشجار الظليلة بها علاوة على غناها بالمياه ، و هي تعد من أهم عوامل الجذب السياحي بالسلطنة نظراً لوجود العديد من الأماكن ، و المواقع الأثرية بها مثال وجود العديد من الأبراج الأثرية بالعلاوة إلى الكثير من القلاع كقلعة الظاهر هذا بالإضافة إلى عدداً من الحصون الحربية القديمة ، و التي يبلغ عددها خمسة حصون ، و هي حصن الشباك ، و حصن فريفة بالعلاوة إلى حصن الدغشة ، و حصن بيت القاسمي ، و حصن اليحمدي .

و تتميز ولاية إبراء أيضاً بأبنيتها القديمة ، و ذلك يرجع إلى أنها مشيدة في الأصل من الأسمنت ، و الجث العماني التقليدي بالعلاوة إلى أنها مزينة بالنقوش ، و الزخارف البديعة هذا بالإضافة إلى وجود عدداً من المساجد العريقة بها كما تكثر بها العيون المائية ، و الأفلاج ، و المغر .

و من ضمن أهم العيون ذات المياه المالحة بها عين الملح ، و التي تتميز مياهها بالكثر من الخصائص العلاجية ، و بشكل خاص للأمراض الجلدية ، و يوجد بها أيضاً ما عدده 64 فجاً بقى منها ما عدده 34 فجاً جارياً مثال فج الثابتي ، و فخ العفريت كما تشتهر ولاية إبراء بتنوع الحرف التقليدية فيها مثال الغزل ، و النسيج بالعلاوة إلى المصوغات الذهبية ، و الفضية ، و صناعة الأحذية إلى جانب الصناعات الخاصة بدبغ الجلود بالإضافة إلى تجفيف التمور ، و الليمون .

2- ولاية المضيبي :- تعد ولاية المضيبي ثاني مدن المحافظة من حيث تعداد السكان ، و الذين يقدر عددهم بحوالي تسعة ، و خمسون ألف نسمة كما يوجد بها العديد من المعالم الأثرية كما ينتشر بها الكثير من الكهوف ، و المنتزهات الجميلة هذا بالعلاوة إلى اشتهارها بتربية المواشي ، و الإبل ، و صناعة الحصر .

3- ولاية بدية :- و بها يوجد قلعة الواصل الشهيرة ذات الأبراج الأربعة بينما يبلغ عدد سكانها ما عدده سبعة عشر ألف ، و سبعمائة ، و ثلاثة ، و ثمانون نسمة ، و تشتهر ولاية بدية بجمال طبيعتها ، و التي تجمع ما بين جمال الواحات ، و السهول مع الجبال الشاهقة الارتفاع ، و رمل البحر بالإضافة إلى وجود عدداً من العيون ، و الأفلاج بها ، و جدير بالذكر أنه يتم تنظيم سباقات الخيول ، و الهجن بها كل أسبوع .

4- ولاية الدماء ، و الطائيين :- و تشتهر تلك الولاية بوجود الكثير من الأماكن السياحية بها مثال وادي بني ضيقة ، و الغني بمياهه الوفيرة ، و الذي يعتبر من أحد أكبر ، و أجمل ، و أخصب الأودية في المنطقة إلى جانب وجود أكبر سوق لتصدير التمور العمانية بها .

5- ولاية ألقابل :- و تتميز هذه الولاية بأنها تقع في قرى وسط الرمال كما يوجد بها ما عدده 50 فلجاً ، و هي تشتهر بصناعة كل من الحلوى التقليدية ، و الفخار بالإضافة إلى الجص العماني .

6- ولاية وادي بني خالد :- و تمتاز تلك الولاية بإنتاجها لأفخر أنواع التمور العمانية كما يتم زراعة كل من النخيل ، و المانجو ، و الموز بها أما من ناحية الصناعات المنتشرة بها فهي صناعة الحدادة .

معلومات عنها

محافظة الشرقية.. تلك التي مازجت فيها الطبيعة بين بيئات ثلاث، لكل منها نكهتها المميزة ومذاقها الخاص.

شريط ساحلي يعانق بحر العرب وينتمي لخليج عُمان، يروي قصة صراع شريف في مهمة عمل تتكرر بين رجال أشداء، سلاحهم سفينة صنعوها بأيديهم القوية، وذخائرهم شباك غزلتها أناملهم الماهرة. على أنغام الكلمات، وتحت ستار الليل يقتحمون البحر ويقاومون أمواجه الصاخبة، يلتحمون في عراك خفي وملموس بين رغبة في رزق الحلال تجود به السماء، وبين شراسة الفك المفترس “سمك القرش”.

لكن الرزق الحلال ينتصر في النهاية.. ومع ساعات الصباح الأولى يعون المقاتلون الشرفاء، وقد حملت شباك مراكبهم أطناناً من الأسرى.

وعلى أنغام كلماتهم العذبة من غنائهم البحري الموروث يرددون “الحمدلله ” على ما آتاهم من رزق، وكتب لهم العودة سالمين.. غانمين.

وإذا كانت تلك هي البيئة الأولى من بين الثلاث فهي أيضاً الميزة النسبية الأولى للمنطقة الشرقية، فهي الأكثر استخراجاً للأسماك بواسطة الصيادين التقليديين من بين كافة المناطق العمانية والأرقام تؤكد ذلك.. ففي عام 1994م بلغ إجمالي حجم الأسماك المنزلة بواسطة هؤلاء الصيادين 26 ألف و 755 طناً، واحتفظت بالمرتبة الأولى من بين المناطق الساحلية الأخرى في عُمان.

وأسماك الشرقية يغلب عليها نوع “القرش” الذي تحظى “زعانفه” بطلب عالمي ملحوظ.. إضافة إلى الأنواع الأخرى من أسماك المياه العميقة وهي أيضاً محظوظة بالطلب المتزايد عليها.

وهنا تكمن أهمية استثمار الميزة الأولى لتلك المنطقة، سواء كان في مجال الصناعات الغذائية أو تصدير الأسماك المتنوعة، والتي تشكل في الحقيقة ثروة متجددة لا تعرف النضوب.

وأما عن البيئة الثانية، فهي كثبان رملية تشكل عمقاً للوحة فنية نابضة بالحياة البدوية الهادئة في بيئة رعوية تصنع ثروة من الماشية والإبل والخيول، وهي في ذاتها ميزة تظل قابلة للتطوير والرعاية.

فإذا كانت الماشية يمكن العناية بها بشكل أكبر لتنميتها، وهو ما تفعله الحكومة الآن عبر خدمات مختلفة في هذا المجال، فإن الإبل والخيول التي تشتهر بها المنطقة الشرقية تتبلور ميزتها في ولاية “بدية” حيث سباقات الهجن والخيول التي يجرى تنظيمها مع نهاية كل إسبوع.. ويسعى لمشاهدتها محبوها ومريدوها من داخل السلطنة ومن خارجها أيضاً.

وثالث البيئات هي “البيئة الحضرية ” – المدينة – وفي وعائها تصب الميزتان لكل من بيئة البادية والبيئة الساحلية، وهنا يأتي “الكوكتيل” الطبيعي، الذي تتمازج فيه البيئات الثلاث. تجسيداً لنبض شعوب حية لا تعرف الكسل أو التكاسل.. كارهة للخمول والتراخي.

هنا يتاجرون.. يبيعون ويشترون.. يوردون ويستوردون.

المزايا الثلاث إذن هي ثروة سمكية وفيرة وثروة حيوانية تطمح للتطوير.. وبينهما تظل بحاجة إلى ابتكارات غير تقليدية لاستثمار الثروتين. عند نيابة “رأس الحد” اختبأت طائرات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.. ولا زالت مداخلها المتعرجة حاضنة للسفن الشراعية اللاجئة إليها هرباً من عاصفة هوجاء أو خوفاً من ريح عاتيه. في وادي بني خالد، مياه تتساقط من فوهة الكهف الشهير “مقل” مندفعة بغزارة وهي تصدر خريراً صاخباً.. تجول في بركة سرعان ما تختفي عن الأنظار لتتجمع مرة أخرى فيما يشبه البحيرات التي تصنع أفلاجاً ثلاثة. في قلهات طاب المقام لمالك بن فهم الأزدي العماني فإتخذ منها عاصمة لمملكته منذ 2500 عاماً قبل الميلاد. وتلك الجزيرة المرابطة في بحر العرب كانت ذات يوم قاعدة للإسكندر المقدوني الذي أطلق عليها اسم “سيرابيس” والتي يطلق عليها اليوم “مصيرة”.

هنا… في أسواق المدينة التقليدية مرآة التراث، يصنعون زينة الإبل وسروج الخيل وأغمدة السيوف وأنطقة الذخائر.. ويصوغون الخناجر وحلى النساء. فعلى شواطئ المطقة الشرقية استدعت عُمان من ذاكرة التاريخ تراثاً بحرياً خالداً، حين شارك ثلاثون رجلاً من مرتدي “القمصان الخضراء” في فريق يعمل عشر ساعات يومياً، لستة أيام في الإسبوع وعلى مدى 165 يوماً، مستخدمين أكثر من 75 ألف “جوزة هند” وأربعة أطنان من الألياف لتشييد سفينة من “القش والحبال ” تمكنت من الإبحار لمسافة خُمس مساحة الكرة الأرضية “6 الآف ميل” في رحلة شاقة بدأتها بطلقة نارية حيث ارتفع علم قرمزي اللون مطرز بلون الذهب مكتوب عليه “بسم الله الرحمن الرحيم ” وفردت السفينة شراعها معلنة بدء رحلتها إلى ميناء كانتون في الصين.. ثم عادت مرة أخرى. اسمها السفينة “صُحار”.. صنعتها “صور”.. وبدأت رحلة الذهاب من مسقط، لتبعث تراثاً عُمانياً خالداً، حيث عرف العمانيون كيف يتجنبون مخاطر “جبال المغناطيس” في البحار والمحيطات.

التالي
كيف نعامل اليتيم
السابق
موضوع تعبير عن البيئه وكيفيه المحافظه عليها