موضوع تعبير عن الاخلاص فى القول والعمل

إن الاخلاص هو من اعظم الاصول الهامة في الدين ومع تحقيق الاخلاص يتخلص الانسان من بعض الصفات السيئة مثل الرياء والكذب ، وتتعدد الاخلاق الحسنة في الدين الاسلامي لكن يظل الاخلاص هو اهمها ، لانها علاقة بين العبد وربه لايمكن لاحد ان يعرفها ، فلاخلاص يعرف على انه اصل كلمة التوحيد ، وهو صفاء النية في العبادات التي يتوجه به الانسان لله عز وجل .

ذلك ويعتبر الاخلاص هو شرط لقبول الله لعبادات الانسان ، فإن الله سبحانه وتعالى ينظر الى قلوب الافراد ، والاخلاص في العبادات محله القلب ، والله سبحانه وتعالى هو المطلع على قلوب البشر .

الاخلاص هو ان يقوم الانسان بالعبادات خالصة لله جل جلاله وحده ، وتكون مفرغة من كل رياء او تعظيم من الناس ، ولا يكون لجلب اي دافع ديني تو دفع اي ضرر دنيوي ،

وفي تعريف اخر : الاخلاص هو تفريغ القلب لله سبحانه وتعالى ، دون الانشغال عن غير الله تعالى ، وقيل ايضا :الاخلاص هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوق ومن كل شوائب ، والانسان المخلص هو الذي لايبالي بالناس .

والاخلاص ليس بالامر السهل ، فان الاخلاص يتعاكس مع رغبة الانسان وهواها ، والانسان يحب ان يرى نتيجة عملة من مديح الناس واعجابهم ، لذا يتطلب من الانسان مجهود كبير للتخلص من هذه الامور ، ويحتاج هذا لارادة قوية وايمان قوي وصادق ايضا .

الاخلاص يحقق شعور الانسان بلذة العمل وكذلك الاقبال عليه بكل تفاني في العمل ، فالانسان عندما يخلص العمل لوجه الله تعالى فأنه يحقق لذة الايمان والطاعة لله سبحانه وتعالى ، كذلك المخلص في عمله وفي قوله يحصل على ثواب هذا الاخلاص في الدنيا وفي الاخرة .
الانسان المخلص هو انسان يتقن عمله ، ويرفع ذلك من كفاءة عمله وما يقوم بإنجازه من اعمال ، ويساعد ذلك على تقدم المجتمعات وزيادة قوتها الاقتصادية .
عندما يخلص كل شخص في عمله يحدث ذلك نوع من انواع الترابط بين الناس وبعضهم البعض ، حيث تزيد ثقة الناس بالشخص المخلص وايضا الشخص المخلص محبوب بين الناس .
الاخلاص يعمل على نشر الدين الاسلامي وتعاليمه السمحة ، وكذلك اعطاء صورة حسنه عن الدين الاسلامي، فالانسان المسلم هو سفير للدين بأخلاقة وتصرفاته .
الاخلاص هو مفرج للكربات التي يمر بها الانسان .
الاخلاص يحقق للانسان مايرجوه ويحقق له الانتصار كما جاء في قول الله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا ، اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ، وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46] .
الاخلاص هو السبيل الذي يتخذه المسلم للعصمة من الشيطان ، وكذلك هي الضمانة لنيل الانسان شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” عن ابى هريرة رضي الله عنه قال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال : اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قبل نفسه ” .

ان الاخلاص هو حقيقة الدين وان الاخلاص يعرف على انه اصل كلمة التوحيد ، وهو صفاء النية في العبادات التي يتوجه به الانسان لله عز وجل ، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى :(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)،

فان العمل اذا كان خالصا ولكنه غير صحيح فهو لا يقبل ، اما الانسان اذا عمل العمل بدون اخلاص ولكنه متقن لايقبل ايضا ، والحالة الوحيدة التي يقبل بها العمل هي ان يكون مخلص لوجه الله وان يكون عمل متقن ، في هذه الحالة فقط يقبل العمل ، فقال تعالى :”انما يقبل من المتقين ” لهذا كان الاخلاص سبب لعظم جزاء العمل .

كذلك في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :”ان العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها الا نصفها ،الا ثلثها ، الا ربعها ، حتى قال : الا عشرها ” .

من ثمار الاخلاص في كل عمل لابد من توافر امرين هامين لكي يكون العمل متقبل الا وهما :

ان يكون الانسان قصد وجه الله تعالى مخلصا .
ان يكون هذا العمل لا يخالف شرع الله ورسوله .

اما اذا اختل احد الشرطين السابقين فأن العمل يكون غير صالح وغير مقبول من الله تعالى ، ويتضح ذلك في قول الله تعالى :”فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ” ، ويعتبر الركنان السابقان هما ركن العمل المتقبل ، لابد ان يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى ورسوله .

ومن ثمار الاخلاص ، تفريج الكروب ، الاخلاص يعصم الانسان من الشيطان ، ويضمن الشخص المخلص شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام له يوم القيامة ، كذلك في النهاية الشخص المخلص ينال الجنه يوم القيامة ، فالشخص المخلص مغفور الذنوب .

ان يعلم الانسان جيدا انه مكلف من الله عز وجل ، وان كل ما يحصل عليه الانسان من اجر هو فضل من الله .
الانسان يشاهد بنفسه فضل الله عليه وتوفيقه ، وكل خير هو فضل من الله جل جلاله .
الانسان دائما يطالع عيوبة ، ويحاول ان الانسان دائما ان يعاقب نفسه ويهذبها ، فالانسان اولى ان يصلح قلبه .
الخوف من الله يخرج الرياء من القلب .
كثرة العبادات وخاصة العبادات الخفية مثل قيام الليل ، وصدقة السر ، زالبكاء من خشية الله .
تذكر الموت وكفى به واعظ .
الاقتداء بالقدوة الحسنه ، للخروج من شبهه الرياء .
الدعاء لله والالحاح في الدعاء بأن يرزقنا الاخلاص قولا وعملا .
مجاهدة النفس ، وبذل الجهد لدفع الرياء عن نفسك .

وفي ختام موضوع الاخلاص نخبركم بان الرياء منه ما هو في الخفاء وما هو في العلن ، فرب عبد مخلص يخلص العمل لوجه الله ولا يقصد به الرياء بل ويكره الرياء ، ذلك هو قلب يحبه الله ، والانسان المخلص هو انسان يحبه الله ويحبه الناس ، والانسان المخلص في عمله هو انسان يرفع ذلك من كفاءة عمله وما يقوم بإنجازه من اعمال ، ويساعد ذلك على تقدم المجتمعات وزيادة قوتها الاقتصادية ، وفي العبادة لابد ان تكون خالية من كل رياء وتكون مخلصة لله سبحانى وتعالى لكي تكون متقبلة من الله جل جلاله .