موضوع تعبير عن التلوث

في بداية الأزمنة ، ومع نشأة الإنسان على كوكب الأرض ، بدأ الإنسان في البحث عن طرق لتسهيل حياته علي هذا الكوكب ، فبدأ يستثمر خيرات الأرض ، ويحاول أن يطوع كل ما فيها لتلبية رغباته ، وفي البداية لم تظهر مشكلة التلوث ، بسبب قلة أعداد البشر ، واعتمادهم علي الموارد الطبيعية في حياتهم ، ولكن في الوقت الحالي أصبحت أعدادنا لا تحصي ، وصرنا نأكل الأخضر واليابس دون مراعاة الكوكب الذي نعيش فيه ، ودقت نواقيس الخطر تحذرنا من الأخطار التي تواجهنا أن استمرينا علي أذية كوكب الأرض بالتلوث. وقبل أن ندخل في التفاصيل يجب علينا أولا أن نعرف معني التلوث..

التلوث في اللغة هو مخالطة الشيء بشيء آخر ، والتلوث هو فساد الشيء أو تغيير خواصه نتيجة العديد من المسببات ، فتلوث الماء يأتي نتيجة اختلاط المياه بأي مكونات أخري تؤدي إلي تغير خواصه الطبيعية ، فالماء ليس له لون أو طعم أو رائحة التلوث هو تغير لون أو طعم أو رائحة المياه نتيجة اختلاطه بشيء آخر ضار .

للتلوث أنواع كثيرة ومعظمها ضار بحياة الإنسان ، ويؤدي مع مرور الوقت إلى مضار كبيرة جدا بالجنس البشري وأنواع التلوث هي كالأتي :

1- تلوث الهواء : وهو أن يخالط الهواء في حالته الغازية أي مكون آخر ، ويعتبر من أخطر أنواع التلوث لأن البشر لا يستطيعون العيش بدون الهواء لتنفسهم الأكسجين ، ويعتبر الأساس في تلوث الهواء هو تمدن الإنسان ، فمع الزيادة السكانية وتمدن البشر بدأت تنتشر المصانع وما يعقب ذلك من دخانها الملوث ، والذي يضر الإنسان والجهاز التنفسي لديه ، وأيضا عوادم السيارات التي أصبحت تملأ الشوارع والميادين وتكاد تكون أكثر من البشر .. وغيرها من الطرق التكنولوجية التي يستخدمها الإنسان ليلبي حاجاته .

تلوث الهواء من موضوع تعبير عن التلوث بالعناصر
تلوث الهواء من موضوع تعبير عن التلوث بالعناصر
2- تلوث المياه : تشكل المياه نسبة 71 % من كوكب الأرض ، ولا يستطيع الإنسان العيش بدونها فقد قال تعالى في كتابه العزيز ” وخلقنا من الإنسان كل شي حي ” صدق الله العظيم ، وجاء ذكر الماء في القرآن بكينونة الإنسان ، فكان لزاما عليه أن يحافظ عليه ، ولكن بدلا من ذلك وجدنا الإنسان يدمر الرقعة المائية علي كوكب الأرض سواء كانت عذبة أو مالحة ، ويدمر الحياة داخلها بشتي الطرق والأشكال ، وكل هذا يؤدي في نهاية المطاف إلى دماره هو فالإنسان لا يستطيع العيش بدون ماء ، ويجب عليه أن يبذل الغالي والنفيس في الحفاظ عليه بدلا من تلويثه .
تلوث المياه من موضوع تعبير بالعناصر عن التلوث
تلوث المياه من موضوع تعبير بالعناصر عن التلوث
3- التلوث السمعي والبصري : السمع والبصر من الحواس الهامة عند الإنسان ، والتي أنعم الله بها علينا ، ولكن بدلا من أن ترى العين كل جميل ، نجد أنها تبصر كل قبيح ، فنراها ترى أكوام القمامة ، ونراها ترى كتل خرسانية صماء ، تفننت الإنسان في بنائها بدلا من الرقعة الزراعية الخضراء الجميلة ، والأذن طوال اليوم بدلا من أن تسمع شقشقة العصافير ، نراها تسمع صخب المدينة ، وضجيج السيارات ، وصخب المصانع .. وغيرها من الأشياء العصرية .

حذر الكثير من العلماء من مغبة الهجوم على البيئة ، لأنها هي الأم لكل إنسان علي كوكب الأرض ، ويجب عليه أن يحافظ عليها ، نتيجة تلوث الهواء وجدنا أمراضا لا تعد ولا تحصي أصابت الجهاز التنفسي للإنسان ، لم تكن موجودة في سابق الزمان ، ونتيجة تلوث الماء ، أصبح داء الكبد والكلي من أمراض العصر وانتشرت العديد من الفيروسات والميكروبات التي تنتقل بالماء الملوث ، والطعام الملوث ، فيجب علينا أن نحافظ على البيئة من التلوث لأنها بيتنا الكبير الذي نعيش فيه ويحمينا ويجب علينا أن نحميه.

الإنسان لا يعيش وحده في هذا الكوكب فهو شريك مع الحيوانات والنباتات والطيور والأسماك فيه ، سخرهم الله له لكي يعمر الكون ، ولكن هل معني ذلك أن يدمر الإنسان بالعوالم الأخرى التي تعيش معه ، بالتأكيد لا فالإنسان لن يعيش وحده ، فإذا ما اختفت النباتات أو الحيوانات هلك الإنسان ، فلذلك يجب أن يفكر سريعا في الحد من التلوث ، لكي يحافظ على حياة باقي الممالك النباتية والحيوانية التي تعيش معه ، ويحاول قدر الإمكان أن يعيش في تناغم وبدون هدر لما أنعم الله به عليه في هذا الكون.

بلاشك أن الدين يدعو إلي حفاظ الأنسان علي بيئته من التلوث ، وأن يكون استخدامه لما أنعم الله عليه بلا تبذير أو إهدار ، وقد خلق الله الكون علي أتم صورة وبأبهي صورة حيث قال تعالي ” ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88] ولكن جاء الإنسان بشره وفساده لكي يغير خلق الله ويِعْبَثَ بِكُلِّ في البِيئة، وتُهَدِّد الأخضر واليابس، فكان ذلكَ الشَّبح المُدَمِّر، الذي يُسَمِّيه القرآن الكريم “الإفساد”، وتسمِّيه العُلُوم المعاصِرة بـ”التَّلَوُّث”.

وقد دعانا القرأن الكريم إلي الحفاظ علي باقي الممالك الأنسانية والحيوانية حيث قال تعالي ” ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ [الأنعام: 38]. فكل مخلوق في هذا القوم مكون من عائلات مثلنا ويجب الحفاظ عليه فعندما يلوث الأنسان الماء يقتل أمما من الأسماك والكائنات البحرية ، وعندما يلوث الهواء يقتل كثيرا من الطيور ، وكل هذا إفساد في الأرض نهانا الله عنه ، ودعانا إلي تعمير الكون بغير إفساد أو تلويث.

وقد حرم الإسلام بكل صراحة الإفساد في الأرض حيث قال تعالي في كتابه العزيز ” ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205] فقد نبه الله تعالي بكل صراحة أنه لايحب الفساد وأنما خلق الأنسان ليسعي في الأرض ويعمرها لا أن يفسد فيها ويهلك كل ما هو أمامه من أجل راحته هو .

وقد حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي النظافة فقد جعل- تنظيف الشَّوارع منَ القاذورات، والقمامة، وعوادم وسائل النَّقل الضَّارَّة، وإماطة الأذى عنها، مما يحصُل به الثَّواب، فقال – صلى الله عليه وسلم -: ((فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الجُلُوس في الطَّريق، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّه))، قالوا: “وما حقُّ الطَّريق يا رسول الله؟”، قال: ((غَضُّ البَصَر، وردُّ السَّلام، وإماطة الأذى عنِ الطَّريق))، وإماطة الأذى كلمةٌ جامعةٌ لِكُلِّ ما فيه إيذاء الناس، ممن يستعملونَ الشَّوارع والطُّرقات، يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بِضْع وسبعون أو بضع وستون شُعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عنِ الطريق)) رواه مسلم

لكل فرد منا دور كبير في الحفاظ على البيئة من التلوث ، وذلك باتباع العادات السليمة في حياته اليومية ، فالفرد منا يجب أن يحافظ على نظافته ونظافة البيئة التي يعيش فيها سواء كان منزله أو شارعه أو الحي الذي يقطن فيه ، ويحاول بشتى الطرق أن يقضي على أي أشكال التلوث تظهر فيه .

وأما على صعيد الدول والحكومات ، فيجب أن يناقشوا قضية التلوث بشكل جدي خصوصا بعد أن ظهرت قضايا التلوث عالميا من خلال الاحتباس الحراري الذي غير الطقس في بلاد كثيرة ، وجعل الكرة الأرضية مثل صوبة زراعية تحتفظ بالحرارة والبرودة ، وهو الذي سيؤثر بالسلب علي مستقبل كوكب الأرض ومستقبلنا كبشر فيه ، بل ومستقبل باقي الحيوانات ، فلو استمر الوضع علي هذه الوتيرة فإن البشرية جمعاء تتجه نحو الهلاك ، والكون كله مهدد بالغرق من مياه القطبين الجنوبي والشمالي المتجمدة والتي بدأت بالإنصهار بعد الاحتباس الحراري الذي يزيد يوما عن آخر .

يجب أن تتكاتف البشرية جميعا للحفاظ على كوكبنا بيتنا الذي نعيش فيه ونعمره بدون فساد ولا تبذير من أجل أن نعيش جميعا حياة سالمة ونضمن مستقبل أبنائنا في السنين القادمة في عالم خالي من التلوث ومليء بالحب والسلام والتناغم

وبهذا أكون قد انتهيت من عرض موضوع تعبير عن التلوث شاملا العناصر والاستشهاد بالقرآن والسنة النبوية وأيضا يحتوي على مقدمة وخاتمة .. لجميع الصفوف والمراحل الدراسية